حقيقة.!

“كثيراً ما يضيّع الإنسان الكثير من وقته في قراءة كتاب غير مفيد، أو قراءة كتاب صعب بينما هناك الأسهل، أو كتاب سطحي بينما هناك الأعمق”.

منهاج الرسول صلى الله عليه وسلم في تصحيح الأخطاء.pdf

للمؤلف: علي بن نايف الشحود
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فإن تعليم الناس من القربات العظيمة التي يتعدّى نفعها ويعمّ خيرها، وهي حظ للدعاة والمربين من ميراث الأنبياء والمرسلين عَنْ أَبِى أُمَامَةَ الْبَاهِلِىِّ قَالَ ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ -  - رَجُلاَنِ أَحَدُهُمَا عَابِدٌ وَالآخَرُ عَالِمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -  - « فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِى عَلَى أَدْنَاكُمْ ». ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -  - « إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةَ فِى جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ » .
والتعليم طرائق وأنواع وله وسائل وسُبُل ومنها تصحيح الأخطاء، فالتصحيحُ من التعليم وهما صنوان لا يفترقان.
ومعالجة الأخطاء وتصحيحها من النصيحة في الدِّين الواجبة على جميع المسلمين. وصلة ذلك بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قوية وواضحة. مع ملاحظة أن دائرة الخطأ أوسع من دائرة المنكر فالخطأ قد يكون منكرا وقد لا يكون.
وتصحيح الأخطاء كذلك من الوحي الرباني والمنهج القرآني فقد كان القرآن ينزلُ بالأوامر والنواهي والإقرار والإنكار وتصحيح الأخطاء حتى مما وقع من النبي  ، فنزلت معاتبات وتنبيهات
كما في قوله: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} (113) سورة التوبة
ولما ترك بعض المسلمين الهجرة من مكة إلى المدينة لغير عذر شرعي أنزل الله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا} (97) سورة النساء .
ولما جاءت قافلة وقت خطبة الجمعة فترك بعض الناس الخطبة وانفضوا إلى التجارة نزل قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (11) سورة الجمعة .
إلى غير ذلك من الأمثلة الدالة على أهمية تصحيح الأخطاء وعدم السكوت عنها.
وسار النبيُّ  على نور من ربه سالكا سبيل إنكار المنكر وتصحيح الخطأ غير متوان في ذلك، ومن هذا وغيره استنبط العلماء رحمهم الله تعالى قاعدة: " لا يجوز في حقّ النبي  تأخير البيان عن وقت الحاجة ".
وإدراكُ المنهج النبوي في التعامل مع أخطاء البشر الذين لاقاهم النبي  من الأهمية بمكان لأنه  مؤيَّد من ربّه، وأفعاله وأقواله رافقها الوحي إقرارا وتصحيحا، فأساليبه عليه الصلاة والسلام أحكمُ وأنجعُ واستعمالها أدعى لاستجابة الناس، واتباعُ المربي لهذه الأساليب والطرائق يجعل أمرُه سديدا وسلوكه في التربية مستقيما. ثمّ إن اتباع المنهج النبوي وأساليبه فيه الاتساء بالنبي  الذي هو أسوة حسنة لنا لقوله تعالى : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (21) سورة الأحزاب ،ويترتب على ذلك حصول الأجر العظيم من الله تعالى إذا خلصت النيةُ.
ومعرفةُ الأساليب النبوية تبين فشل أساليب المناهج الأرضية ـ التي تزخر بها الآفاق ـ وتقطع الطريق على اتّباعها، فإن كثيرا منها واضح الانحراف وقائم على نظريات فاسدة كالحرية المطلقة أو مستمَّدٌ من موروثات باطلة كالتقليد الأعمى للآباء والأجداد.
هذا وقد انتبه المسلمون لأهمية التربية وأهمية إصلاح أخطاء الفرد والمجتمع فتوالت المؤلفات في هذا الصدد ، ومنها الرسول العربي المربي ، والرسول القائد ، والرسول المعلم ، ومنها كتاب الأساليب النبوية في معالجة الأخطاء للشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله ، وهو من أنفس هذه الكتب ، والكتاب مطبوع ومتداول كثيرا على النت ، وعدد صفحانه البي دي إف سبعون صفحة ، وهو مترجم لعدة لغات وهذا مكانه WWW.islamqa.com.
وقد بدأه بعديد من التنبيهات ، ثم ذكر أسلوب النبي  في معالجة الأخطاء من خلال ثمان وثلاثين طريقة ثم خاتمة .
ومع أهمية الكتاب البالغة في بابه ، فعليه عديد من الملاحظات ،منها أنه قد ذكر بعض التنبيهات في المقدمة ولم يذكر دليلاً أو شاهدا عليها ،ومنها أنه لا يوجد به هوامش ، والأحاديث التي يذكرها لا يخرِّجها في الغالب من مصادرها الأساسية ، وبعضها مشكل والبعض الآخر غير مشكل ، وبعضها محكوم عليه ، وبعضها لا يوجد بيان لدرجته ، وأكثرها غير مشروحة الغريب ، وكثيرا ما يورد الجزء المطلوب من الحديث فقط ، أو يقتصر على شواهد قليلة ، وهو خال من الفهرس العام للكتاب ....
ومع هذا فهو من أفضل ما كتب في هذا الموضوع ، وقد استفدت منه كثيرا وسرت على طريقته .
ومنها رسالة جامعية بعنوان هدي النبي  في معالجة الأخطاء تأليف محمد علي محمد يحيى الأخرش حفظه الله .
وهي رسالة قيمة وجامعة وقد قسمها لأبواب وفصول ، وبينه وبين كتاب المنجد عموم وخصوص . وفيها أشياء غير التي في الأولى أيضاً ، وقد استفدت منها كثيرا .
وقد قسمته لثلاثة أبواب ، وتحت كل باب مباحث
الباب الأول=أهم الأسباب في حدوث الأخطاء
الباب الثاني= أهم الاعتبارات في تصحيح الأخطاء
الباب الثالث =الأساليبُ النبويةُ في التعامل مع أخطاء الناس ، وقد بلغت ثلاثة وخمسين نوعاً . ويمكن أن يزاد عليها ، إذ المسألة قائمة على الاجتهاد .
ثم خاتمة فيها خلاصة هذا الموضوع .
وأما طريقة عملي في هذا الكتاب فهي كما يلي :
الآيات القرآنية كلها بالرسم العادي ، وغالبها مفسر بشكل مختصر وواضح .
الأحاديث النبوية نقلتها من مصادرها الأصلية ، وهي جميعاً مشكلة بشكل دقيق ، وتخريجها في الهامش ، بشكل مختصر .
ذكرت روايات كثيرة للحديث الواحد إذا كان فيها اختلاف لتتضح الصورة بشكل أفضل .
الحديث الذي ليس في الصحيحين حكمت عليه بما يناسبه جرحاً وتعديلاً ، وغالبها صحيحة وحسنة .
شرحت غريب الأحاديث في الهامش .
ذكرت مصدر كل قول بالهامش أيضاً .
كررت بعض الأحاديث في مواضع شتى ، لأن الحديث يدخل تحت موضوعات عديدة كشاهد لها ، ولكن في كل مرة يستنبط منه شيئاً جديداً .
ذكرت كثيرا من التعليقات التربوية في تصحيح الأخطاء بعد كل حديث أو في نهاية الموضوع أخذتها من الكتابين السابقين ومن غيرهما أحياناً مع بعض التصرف .
هذا وأسال الله تعالى أن يجزي العالمين المذكورين وغيرهما خير الجزاء وأن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم ، وأن ينفع به معدَّه وقارئه وناشره والدالُّ عليه في الدارين .
قال تعالى : {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} (90) سورة الأنعام
جمعه وأعده
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
في 18 جمادى الأولى 1430 هـ الموافق ل12 /5/2009 م



منهاج الرسول صلى الله عليه وسلم في تصحيح الأخطاء.pdf

تفاصيل كتاب منهاج الرسول صلى الله عليه وسلم في تصحيح الأخطاء.pdf

للمؤلف: علي بن نايف الشحود
التصنيف: المكتبة الاسلامية -> السيرة النبوية والتاريخ
نوع الملف: rar
أضيف بواسطة:
بتاريخ: 30-09-2009
عدد مرات التحميل: 497
مرات الارسال: 61

عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة:
عرض جميع الكتب للمؤلف: علي بن نايف الشحود

أكثر الكتب زيارة وتحميلاً: