حقيقة.!

وأفضل ما اشتغلت به كتاب.. جليل نفعه حلو المذاق.

كاتبات وقصص.pdf

للمؤلف: محمد منير الأصبحي
في عام 1975، عام المرأة، نشرت مجلة الآداب الأجنبية (السنة الثانية، العدد 1، تموز 1975، ص 5-97) خمس قصص قصيرة لكاتبات أمريكيات اشتركت في ترجمتها مع زوجتي الأستاذة رباب هاشم. ثم نشرت المجلة نفسها (السنة الثانية، العدد 2، تشرين الأول 1975، ص 272-292) تحت عنوان -من الأدب النسائي الإنكليزي المعاصر- ترجمتي لثلاث قصص لكاتبات إنغليزيات، ونشرت (السنة الثالثة، العدد الثالث، كانون الثاني 1977، ص 89-114) قصتان من ترجمتي أيضاً للكاتبة الأمريكية يودورا ولتي. وقد وجدت آنذاك أن تلك القصص العشر تصلح نواة لكتاب يضم مجموعة أكبر من الأعمال القصصية النسائية. لكن ظروفاً معينة منعت تحقيق تلك الفكرة في ذلك الوقت، وها أنا أعود لتحقيقها الآن بعد أن قمت بترجمة ست عشرة قصة إضافية. والقصص مرتبة هنا حسب التسلسل الأبجدي للأسماء الأخيرة للكاتبات. ولما كنتُ لا أؤمن بترجمة قصص عن الإنغليزية هي بالأصل مترجمة من لغات أخرى، فقد اقتصرت هذه المجموعة على أعمال مكتوبة بالأصل باللغة الإنكليزية. وقد حرصتُ على أن تشمل قصصاً لكاتبات من جنسيات مختلفة، ولكن من الطبيعي أن يكون للقصص الأمريكية والبريطانية النصيب الأكبر. هناك من يقول إن الأدب القصصي والروائي قد يكون في جوهره أدباً نسائياً. ومن القائلين بذلك هـ. ل. مِنْكِن H. L. Mencken(1880-1956)، أحد كبار النقاد الأمريكيين في القرن العشرين. فهو يقول في مقالته: -الرواية- (1922) إن النساء هن جمهور الرواية الرئيسي، وهذه حقيقة يعرفها كل العاملين بالكتب، ولكنهن أيضاً وهذا مالا يلاحظه الكثيرون حسبما يضيف منكن قد شققن طريقهن إلى طليعة صف منتجي هذا النوع من الأدب، وهو النوع الوحيد باستثناء الشعر الوجداني- الذي أحرزن فيه في رأيه تقدماً يذكر. وقد توقع أن يتزايد نجاح المرأة في الأدب الروائي. ويعزي منكن هذا النجاح لأسباب قد لا توافقه غالبية النساء على بعضها وغالبية الرجال على بعضها الآخر. فهو يقول إن النساء لديهن استعداد طبيعي أفضل للعرض الواقعي. إذ إن اهتمامهن في رأيه ينصب على أمور ذات -جوهر موضوعي: السقوف والوجبات والأجرة والملابس وولادة الأطفال وتربيتهم.- ويضيف أن المرأة أقل خيالاً ورومانتيكية من الرجل وأنها ترى الحياة بشكل أكثر حدة ومطالبها أكثر اعتدالاً فليس لديها أحلام بالنقود تشتت فهمها للحياة وتفكيرها. وإذا كان من المحتمل أن تقابل تعليلات منكن أو بعضها بشيء من المعارضة، فإنه قد يكون من الصعب التصدي لفكرته الأساسية، وهي أن الرواية فن نسائي. قد يعترض البعض قائلين إن الأغلبية الساحقة من عمالقة هذا النوع من الأدب مؤلفة من الأدباء الذكور. ولا بد أن هؤلاء سيستشهدون بأسماء مثل دستويفسكي وجويس وفوكنر وبروست وآخرون كثيرون. لكن مثل هذا الاعتراض هو نتيجة رؤية سطحية للتاريخ والواقع. إن علينا أن نأخذ بعين الاعتبار حقيقة أن المرأة في الغرب لم تستطع قبل القرن التاسع عشر أن تخترق بشكل جدي الطوق المفروض على كل ما أنتجته دور النشر منذ انتشار الطباعة، ذلك الطوق الذي كان يمنع المرأة من المساهمة العملية في الإنتاج الأدبي والفكري. ولئن بدا عدد النساء العاملات في حقل الأدب القصصي والروائي ضئيلاً بعض الشيء بالمقارنة المجردة مع عدد الرجال، فإن هذا العدد نفسه يبدو ضخماً إذا ما أخذنا القيود التي فرضت على المرأة عبر القرون الطويلة بعين الاعتبار. وإذا لاحظنا أن آثار هذه القيود لا يمكن أن تختفي خلال فترة زمنية قصيرة. ونحن نجد أيضاً أن الفارق العددي يتضاءل باستمرار مع مرور الزمن ومع تساقط الكثير من الحواجز والقيود. ويمكننا من جهة أخرى أن نلاحظ أن بدء انطلاق المرأة الأدبي تواقت تقريباً مع بدء ازدهار الفن القصصي الروائي في أوروبا. فنحن نجد أن إنغلترا مثلاً أنجبت عدداً من الروائيات اللواتي تسلقن إلى قمة الإبداع في هذا الفن مثل جين أوستن والأخوات برونتي وجورج إليوت. ولا يمكن لهذه المجموعة القصصية أن تطمح لأن تكون كافية لتمثيل الأدب النسائي القصصي المكتوب باللغة الإنجليزية. لكن الأمل هو أن توفر المجموعة متعة راقية لمحبي الأدب وبداية أو إضافة جيدة لدارسي الأعمال القصصية النسائية. وتغطي المجموعة قصصاً من القرن التاسع عشر حتى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وإذا كان القارئ يتوقع أن يجد في هذه القصص دراسة لعواطف المرأة وشخصيتها وطبيعتها، وأن يكون التركيز فيها على شخصيات نسائية فإن بعض هذه القصص ستكون عند ظنه. إذ إن المجموعة تضم قصصاً تكاد أن تخلو من شخصيات ذكورية، وتتناول علاقة المرأة بالرجل وعلاقة المرأة بالمرأة، أو تتناول مراحل معينة من حياة المرأة، من منظور أنثوي. لكن سيكتشف القارئ أيضاً أن بعض القصص تتناول موضوعات اجتماعية وإنسانية ودينية أكثر شمولاً، وهذا أمر طبيعي، بل إن الشخصيات النسائية في بعضها شخصيات غير مباشرة أو ثانوية جداً. وتصور القصص مجتمعات مختلفة، مثل مجتمع الطبقة الغنية في نيويورك وفي لندن، كما في قصتي -حمى رومانية- لإديث وارتون و-حفلة الحديقة- لكاثرين مانسفيلد؛ ومجتمع الغرب الأمريكي الذي تطغى فيه القيم المادية على القيم الجمالية والأحاسيس المرهفة، وما ينطوي عليه ذلك المجتمع من صراع بين العاطفة وما يعتبره الناس نجاحاً، بين الروح والمادة، كما في -جنازة النحات- لولا كيثر؛ والمجتمع الأرستقراطي الجنوبي الأمريكي وهو في طريق الزوال، في -جودانز إند- لإيلين غلاسغو؛ والمجتمع الصغير جداً في مخيم عمل ناء في كندا، في قصة ميفس غالنت -قلبي محطم-؛ والمجتمع الجامعي في نيجيريا، في قصة -الزنزانة رقم 1- لتشيمامندا نغوزي أديتشي. وتعالج بعض القصص تجارب إنسانية أساسية، مثل تحدي الطبيعة الذي يواجهه طفل صغير لإرضاء نفسه في -عبر النفق- لدويس ليسنغ، أو المواجهة بين فتاة صغيرة وعجوزان بدأ الخرف يسيطر عليهما في قصة يودورا ولتي -زيارة بدافع الصدقة،- أو الانطلاق من الهموم الشخصية إلى تطوير مفهوم شامل للحب، كما في قصة كارسون مكَلَرز -شجرة. صخرة. سحابة،- أو أنانية الفرد التي تعميه عن تقدير الآخرين واحترام مشاعرهم، كما في قصتي سوزان هيل، وخاصة قصة -في المحمية- التي تذكرني بأنانية العالم الغربي وعجزه عن فهم المجتمعات الأخرى الأقل حظاً دون أن تكون أقل ثراء حضارياً وإنسانياً. ويتناول عدد كبير من هذه القصص المواجهة مع الموت، فبعض القصص تنتهي بموت الشخصية الرئيسية إما بسبب المرض أو الكبر في السن. لكن قصصاً أخرى تصور مواجهة الإنسان مع الموت للمرة الأولى، ومن الطبيعي أن يكون من يخوض هذه التجربة طفلاً صغيراً أو فتاة شابة، كما في قصص -الأحياء- لماري جوزفين لافن، و-حفلة الحديقة- لكاثرين مانسفيلد، و-حفلة الشاطئ- لشيرلي آن غراو. وفي قصص أخرى تكون أنانية الفرد هي السبب في موت شخص آخر. وتختلف القصص أيضاً اختلافاً كبيراً في أسلوبها، الذي يتراوح من الأسلوب السردي التقليدي المألوف في القرن التاسع عشر في قصة -زوجان من مانشستر- لإليزابث غاسكل، إلى الأسلوب التجريبي في قصة -حدائق كيو- لفرجينيا وولف، حيث يصعب الحديث عن شخصيات أو عن حبكة، وحيث يشكل الإنسان فيها جزءاً من عالم الطبيعة، لا يزيد في أهميته عن الكائنات الأخرى. ويمكن القول في الختام أن الكثير من القصص في هذه المجموعة وفي الأدب النسائي الغربي بشكل عام تبين أن المرأة في العالم الغربي لا تزال عرضة لاستغلال الرجل واضطهاده ونرجسيته، ولا تزال تعاني في كثير من الأحيان من الفراغ العاطفي والوحدة، بالرغم من كل التحرر والحرية والمساواة التي يدعيها ذلك العالم.

كاتبات وقصص.pdf

تفاصيل كتاب كاتبات وقصص.pdf

للمؤلف: محمد منير الأصبحي
التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 1
مرات الارسال: 29

عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T
عرض جميع الكتب للمؤلف: محمد منير الأصبحي

أكثر الكتب زيارة وتحميلاً: