جوزيف كونراد.pdf
إن قوة كونراد كروائي تكمن في أنه لا يمكن وضعه ضمن التراث الروائي الأنغلو - الأمريكي، رغم جهود ف. ر. ليفيز في الأربعينات من القرن العشرين. إن تشككه وسخريته القادحة وتصميمه على كشف عيوب الناس والأنظمة التي يبنونها لحماية أنفسهم، فريدة من نوعها. كتب عن نفسه يقول: لقد دعيت بالكاتب البحري، وبكاتب المناطق الاستوائية، وبالكاتب الوصفي، وبالكاتب الرومانسي... وأيضاً بالكاتب الواقعي. ولكن الحقيقة هي أن كل اهتمامي كان منصباً على القيمة -المثالية- للأمور والأحداث والناس. هذا ولا أي شيء آخر. كان الدفاع عن كونراد هو التاريخ اللاحق للقرن العشرين والسنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين. ما تزال -قلب الظلام- تلقي الضوء على أنظمة الرعب والبربرية التي ابتليت بها آخر مائة سنة من عصرنا. إن تحذيرات -نوسترومو- بشأن السلطة التي لا ترحم التي تتمتع بها -المصالح المادية- ما تزال تُراعى في الشرق الأوسط، وعدم قدرة الدول المتمدنة على فهم الإرهاب العنيف أو محاربته بشكل فعال هو أكبر كشف لرواية العميل السري. لا يوجد كاتب واحد في العصور الحديثة يجمع مثل هذه الحدة والنفوذ. وكما أمل هو في زنجي النارسيوس، فإن أجمل وصاياه كانت: إيقاف الأيدي المشغولة بالعمل في الأرض لبرهة، وإجبار الرجال المفتونين برؤية الأهداف البعيدة، على النظر للحظة إلى الرؤية المحيطة بهم من الشكل واللون، من نور الشمس والظلال.... كما أمل كونراد، فهو يجعلنا نرى. ولسوء الحظ، فإن ما نراه لا يجلب أي سلوان أو راحة إلا نادراً: إنه يمنحنا لمحة عما سننساه بسرعة، وما ننساه على نحو يشكل خطراً علينا.
تفاصيل كتاب جوزيف كونراد.pdf
التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 0
مرات الارسال: 24
عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T