الشمس تشرق غداً....pdf
للمؤلف: د. إسماعيل إسماعيل مروة
تقـديم د. رياض عصمت نادراً ما أسعدني الحظ في الألفية الثالثة بقراءة كتابات نقدية تذكرني برواد النقد الكبار: العقاد، مندور، علي الراعي، جبرا إبراهيم جبرا، إحسان عباس وحنا عبود، وذلك على سبيل المثال لا الحصر. لكن كتابات الناقد السوري د. إسماعيل مروة تؤكد لي المرة تلو الأخرى أنه واحدٌ من ندرة نادرة من النقاد المعاصرين الذين يسيرون على النهج نفسه، طامحاً بعمق كتابته النقدية وسلاستها معاً إلى الخلود عن جدارة. ما السر الكامن وراء خلود بعض النقد، وليس سواه؟ قد يستنبط المرء أسباباً عديدة. قد يقول قائل: إنها الموضوعية، ويقول آخر: إنها النزاهة، ويقول ثالث: إنه العمق، ويقول رابع: إنه حسن التواصل والتوصيل. لكن أول وأهم سبب في اعتقادي هو -المحبة-. المشكلة أنه إذا أيقن ناقد أنه أستاذ يمتلك مفاتيح الحقيقة المطلقة دون جدال، وأن ذائقته الجمالية عن الآداب والفنون لا يمكن أن يرقى إليها أدنى شك، وأن مهمته تكمن في تفنيد الأعمال الإبداعية التي يتناولها وفضح هناتها للقراء، فإنه سرعان ما يحترق بنيران لهيبه التي ينفثها، فيسقط في هوة سحيقة ويطويه النسيان. أما الناقد الحقيقي فهو ذاك الذي يكتب انطباعاته بموضوعية، مستكشفاً دربه عبر ثنايا العمل الإبداعي بشعور ملؤه الدهشة والاحترام، يصحبه فضول الاكتشاف ولذه الاستمتاع، دون اتخاذ موقف مسبق فكرياً كان أم فنياً. دافع النقد الجيد البناء والمفيد هو المحبة.. محبة الجمال.. محبة الإنسان.. محبة الإبداع بأوجهه المختلفة، التي ينعكس عليها النقد بأشعته فتتألق كما حين ينعكس الضوء على أسطح ماسة ثمينة. ينتمي إسماعيل مروة إلى هذا الطراز في أسلوبه النقدي المشرق في كتابه -الشمس تشرق غداً-، لأن نقده يبشرنا بفجرٍ جديد. إننا نقرأ سطوره بمتعة، ونكتشف فيه ناقداً يكتب بكثير من المحبة، واضعاً نفسه في الجبهة ذاتها إلى جانب الأديب والفنان، محاولاً تفهم رؤاهما ما أمكن، ومتقبلاً لاختيار كلٍ مدرسته الفنية للتعبير عن أفكاره. إنه ناقد يضع صيده من الإبداع تحت المجهر، لكنه ليس ناقداً يطلق سهامه عشوائياً على مختلف الطرائد، معتقداً أن المجد لا يأتي إلا من خلال اصطياد الآخرين، كي يعلو فوق جثثهم. على العكس من ذلك، ينبع النقد عند إسماعيل مروة من تواضع واحترام لجهد الآخرين وعطاءاتهم. إنه ينطلق من إيمان عميق بدور النقد، وعهد شرف تجاه نبل الكلمة ومسؤولية حملها. باختصار، إسماعيل مروة صاحب قضية. إنه لا يتعالى ولا يؤستذ، بل يكتب بمحبة ليشيد جسوراً بين العمل الإبداعي وبين المتلقي، جسوراً تيسر العبور فوق أية هوة قد تفصل بينهما، وهذا واجب النقد المنصف السامي والنبيل في المقام الأول. * * *
تفاصيل كتاب الشمس تشرق غداً....pdf
للمؤلف: د. إسماعيل إسماعيل مروة
التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 1
مرات الارسال: 26
عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T
عرض جميع الكتب للمؤلف: د. إسماعيل إسماعيل مروة