حقيقة.!

قتل الكتاب الجيد يماثل قتل إنسان.

الإلـه الخفي.pdf

للمؤلف: لوســـيان غـولـدمـــــان
عندما تناولنا هذا العمل اخترنا تحقيق هدفين مختلفين يكمل أحدهما الآخر : استخلاص المنهج الوضعي في دراسة الأعمال الفلسفية والأدبية، والمساهمة في فهم مجموعة محدودة ومحددة من الكتابات التيتبدو لنا وثيقة الصلة، على الرغم من الاختلافات الواضحة فيما بينها. كانت فئة الكليَّة(totalité) التي هي مركز الفكر الجدلي تمنعنا من التفريق الصارم بين التفكير في النظرية والبحث الملموس، فهما وجهان لعملة واحدة. لقد بدا لنا مؤكداًأن المنهج لا يوجد إلا في البحث نفسه، وأن البحث لا يمكن أن يكون مجدياً ومثمراً إلا عندما يعي تدريجياً طبيعة مساره الخاص والشروط التي تسمح له بالتقدم. الفكرة الأساسية من الكتاب هي أن الأعمال الإنسانية تشكل دائماً بنيات دلالية شاملة ذات طابع عملي، ونظري انفعالي في آن معاً، وأن هذه البنيات لا يمكن أن تُدرَس بطريقة وضعية، أي أن تُشرَح وتُفهَم، إلا من منظور عملي قائم على قبول مجموعة معينة من القيم. انطلاقاً من هذا المبدأ أشرنا إلى وجود بنية كتلك الرؤية التراجيدية التي سمحت لنا باستخلاص، وفهم جوهر تظاهرات إنسانية عدة ذات طابع أيديولوجي، وديني، وفلسفي، وأدبي، وأن نوضح صلة بنيوية بين هذه الأعمال لم تكن لوحظت جيداًمن قبل. هكذا، وبمحاولتنا تدريجياً استخلاص، الملامح الأساسية للرؤية التراجيدية (القسم الأول)، ووصفها، واستخدامها في دراسة الخواطر ومسرح راسين، أثبتنا أنها تشكل، من بين عناصر أخرى، الجوهر المشترك للحركة الينسينية -المتطرفة- وأيديولوجيتها (القسم الثاني)،ولخواطر باسكال، ولفلسفة النقد عند كنط (القسم الثالث)، وأخيراً، لمسرح راسين (القسم الرابع). ينبغي على القارئ أن يحكم إلى أي حد سمح لنا هذا العمل فعلياً بمقاربة الهدفين المذكورين. نود في هذا التمهيد أن نتوقع اعتراضين محتملين. فبتناولنا معاً دراسة الرؤية التراجيدية، والتفكير في شروط دراسة وضعية للأعمال الفلسفية والأدبية، وجدنا بالطبع الأعمال الهامة الموجودة سابقاً عن كل من هاتين المسألتين. بدهي أننا قرأنا عدداً معيناً منها، واستوحينا أحياناً منها، لاسيما كتابات ماركس وأنغلز، وجورج لوكاتش، وأفكار هيغل عن التراجيديا ( في علم الجمال، لاسيما في الفصل الرائع عن النظام الديني في - ظاهراتية الفكر -). وهنا يجدر الذكر أن محاولتنا كانت بالنسبة إلى لوكاتش مختلفة إلى حد لم يمكننا من مناقشة هذه المذاهب كلها بوضوح دون أن نسيء إلى وحدة الكتاب. ومن ناحية أخرى، بما أنه من الصعب التعبير عن فكرة جدلية من خلال مدوَّنة مصطلحات لا تناسبها بعدُ تماماً، اضطررنا مرات عدة إلى أن نصوغ إثباتات متناقضة في الظاهر. إذ كتبنا، على سبيل المثال، أنه من المستحيل إقامة - علم اجتماع علمي -، علم موضوعي للأحداث الإنسانية، ثم أضفنا، قد يحدث أن ندعو هذه المعرفة بـ - المعرفة الاجتماعية -، لعدم توفر مصطلح أفضل. كذلك أكدنا أن الخواطر لم تُكتَب - للملحد -، وأنها موجهة إليه من بين آخرين... الخ. وواقع الأمر إنه لا يوجد تناقض فعلي بين هذه الإثباتات. إذ لا يمكن الحصول على معرفة للأعمال الإنسانية من الخارج بمعزل عن المنظور العملي وعن كل حكم قيمة، كما هي الحال في العلوم الفيزيائية والكيميائية، بل ينبغي مع ذلك أن تكون وضعية وصارمة كما هي المعرفة التي نحصل عليها في هذه المجالات الأخيرة. بهذا المعنى، لا تناقض البتة أن نرفض العلموية (scientisme) وأن نطالب بالوقت نفسه بعلم وضعي، وتاريخي، واجتماعي للأعمال الإنسانية، يعارض التنظير والتجريبية. كذلك الأمر بالنسبة إلى فكرة باسكال، فهو لم يكتبالخواطر - للملحد -، ببناء برهنة موجهة إلى المشاعر لم يكن يقرها هو نفسه، أو يعتقد أنها ناجعة بالنسبة إلى المؤمنين. يكفي أن كتابه على الأقل، ككل الكتب الفلسفية، يتوجه إلى هؤلاء الذين لا يفكرون كالكاتب، مما يعني ضمنياً، في هذه الحالة المحددة، أنه موجه إلى الملحدين أيضاً. المقصود في هذه الحالات المتناقضة كلها ظاهريات كان بوسعنا تجنبها شريطة أن نصطنع لغة لأجل ذلك، مجردةً، ومنفرةً، وغير مفهومة لدى القارئ المتحمس. فرأينا أنه من المهم جداً أن نحافظ على التماس مع الواقع ومع اللغة المتداولة. - الكثير من النور يظلم (يبهر) -، كما كتب باسكال، لذا فضلنا على الوضوح الشكلي والظاهر وضوحاً فعلياً. يبقى علينا أن نشكر في نهاية هذا التمهيد كل من ساعدنا بنصيحة أو ملاحظة أو نقد أو اعتراض، ومنهم في المقام الأول السيد هنري جوييه الذي تابع هذا العمل خطوة بخطوة.

الإلـه الخفي.pdf

تفاصيل كتاب الإلـه الخفي.pdf

للمؤلف: لوســـيان غـولـدمـــــان
التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 1
مرات الارسال: 24

عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T
عرض جميع الكتب للمؤلف: لوســـيان غـولـدمـــــان

أكثر الكتب زيارة وتحميلاً: