حقيقة.!

القراءة بلا تأمل كالأكل بغير هضم.

دكتـاتـوريـة التباين السينمائي.pdf

للمؤلف: د. محمد نعيم الخيمي
يهدف الكتاب إلى النظر تجاه العمل مع اللون والتباين في السينما نظرة مختلفة عن ما ساد بين المهنيين على اختلاف خبراتهم ومستواهم، وفيه بعض الإسقاطات العملية على أعمال سينمائية سورية وأخرى فوتوغرافية سورية وروسية، وثالثة من فنون الرسم والفن التشكيلي العالميَّين، وما جاء بهذا التنوع هو الرغبة في بيان دور التقنية والإبداع والاختيار. قد تكون الفقرة الافتتاحية في الكتاب من أصعب فقراته لما فيها من تداخل وتركيز، ولما احتوته من ارتباط بعلم النفس والإدراك. وهي من الصعب الممتنع الذي كان لزاماً ذكره بادئ ذي بدء، فهي ستسهل على القارئ إن شاء الله فهم معان لاحقة في صفحات تليها يعتبرها البعض أموراً بديهية ويجهلها كثيرون. ورغبة في أن يكون الحديث أسهل سوف تكون تلك الفقرة مجزأة إلى ستة أسئلة. هنالك رأي يزعم أن فترة غوتينبورغ أشرفت على الانتهاء باعتبار أن وسائل التفاهم والتعامل بين الناس لن تبقى بعد الآن كلمة مكتوبة بل ستكون شكلاً، لذلك فإن هذا الرأي يزعم أن الكتب لن تلعب قريباً الدور الأكبر في هذه العملية بل الوسائل المعلوماتية السمع بصرية. واعتماداً على شكوى الناس، وخاصة أولئك المهووسون بالتعامل مع الرائي أكثر من الكتاب، لا بد من الاعتراف بأن الشكل البصري أصبح أكثر معلوماتية من الكلمة (على مبدأ المشاهدة مرة واحدة أفضل من القراءة أو السماع مئة مرة). لقد أصبح الشكل البصري يتقبل بطريقة أسهل، إنه يبدو دقيقاً دائماً، وهو بامتلاكه خصائص تعبير رائعة، مفتاح لقيمة إحساس ما للمعلومات المستقبَلة. وهكذا، فإن الاتصالات السمعية والبصرية قد ساعدت عن قصد أو عن غير قصد في التلاعب بالرأي العام، ولهذا السبب لا يمكن أن نقلل من دور المهارات المهنية للناس المدعوين للقيام بهذا، وأعني بكلامي عمال ومبدعي السينما والتلفزيون، فضلاً عن المصورين الفوتوغرافيين المحترفين. وليس كتابي بقادر على الإجابة عن كل الأسئلة المتعلقة بهذه القضية الهامة، ولكن آمل أن يوضح شيئاً ما منهاخاصة أنه من الصعب الحصول على أجوبة دقيقة لأسئلة مطروحة تتعلق بفن السينما. وبالأخص عندما تتعلق هذه الأسئلة بتلك السينماتوغرافيا التي تصنع في بلاد الشرق الأوسط، إذ يكاد الأمر يكون من الصعب الممتنع. لقد أجريتُ بعض الأبحاث والدراسات عن السينماتوغرافيين العرب بشكل عام والسوريين بشكل خاص، كان من نتائجها وعروضها أن فن الشاشة السوري قد تنازع على المرتبتين الأولى والثانية مع فن الشاشة المصري. وإذا ما اعتبرنا المسلسلات التلفزيونية هي من أحد أنماط فنون الشاشة فبذلك يمكننا القول بحوزة السوريين على المركز الأول في فترات متقطعة وطويلة، أما في الإنتاج السينمائي فالأمر أصعب بقليل. إذ مع وجود عدد من الإنتاجات السينمائية السورية التي حازت على إعجاب المشاهدين العرب تارة، وحكام المهرجانات المختلفة العربية والعالمية تارة أخرى إلا أن نسبتها المئوية قليلة ولا تكاد تذكر أمام بقية الإنتاجات السينمائية السورية الأخرى، فضلاً عن إذا ما قورنت بالإنتاجات السينمائية المصرية كماً ونوعاً. وهو أمر يدعو إلى النظر تجاه هذا الفن نظرة مختلفة قليلاً. يشير علم الجمال العملي عند وصف حوافز نفسية تسبب في رد فعل على الإحساس الجمالي عند الجمهور إلى ثلاثة أنواع مختلفة من القيم المتغيرة. النوع الأول متغيرات فيزيولوجية مثل الشعور بالوقت والحركة والفضاء، والإيقاع واللون والتباين والتوازن. والثاني متغيرات بيئية بيولوجية واجتماعية، مثل الجوع والحب والخوف من الموت، باختصار هي تلك التي تتعلق بالعناصر الموضوعية للمؤامرة. أما الثالث، فمتغيرات نسبية، مثل البساطة والتعقيد، الحداثة والألفة، الغموض، التناقض، وهلم جراً. سوف يناقش في الكتاب بشكل أساسي النوع الأول من المتغيرات النفسية والفيزيولوجية، أي تلك التي تعبر عن الخصائص الشكلية في أي صورة، والتي تؤثر باللاوعي على الإدراك، وهو الأمر الذي يتم عادة بالترافق مع السردالسينمائي. وهذا ما يسمى الخصائص الحسية للصورة. إن لها طبيعة مزدوجة: فهي من ناحية تمثل الموضوع السينمائي المصور الحقيقي (أو صورته)، ومن ناحية أخرى فهي في حد ذاتها جزء من الأجزاء المؤلفة للعملية النفسية الفيزيولوجية في الإدراك البصري. إن ظاهرة اللون جديرة بأن تعد كواحدة من خصائص الإدراك الحسي الأساسية. ففضلاً عن أن اللون يعبّر عن خاصية فيزيائية موضوعية لمواد العالم المحيط بنا، فهو أيضاً عامل إدراك نفسي ذاتي لهذا العالم. تعتمد النتيجة النهائية دائماً على الاختيار الصحيح السليم للمؤلف.قد يظهر في كثير من الأحيان، وبسبب عدم تقدير طبيعة اللون المزدوجة خلال العمل الإبداعي والتطبيقي، بحث عن سبب تشوه الألوان في نقاط ضعف تكنولوجيا استنساخ اللون المستخدمة، إلا أن سبب ذلك في واقع الأمر هو شيء آخر، إنه تقييم الأحاسيس عند إدراك اللونتقييماً خاطئاً.أما العثور على المخرَج من هذا فليس بالأمر السهل. إننا ما إن نبدأ بتحليل أحاسيسنا حتى نفقد الشعور بها، وهو أمر ينطبق تماماً على مفهوم اللون. أما الاحتراف فهو القدرة على فعل الأمرين الأول والثاني معاً.

دكتـاتـوريـة التباين السينمائي.pdf

تفاصيل كتاب دكتـاتـوريـة التباين السينمائي.pdf

للمؤلف: د. محمد نعيم الخيمي
التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 0
مرات الارسال: 26

عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T
عرض جميع الكتب للمؤلف: د. محمد نعيم الخيمي

أكثر الكتب زيارة وتحميلاً: