حقيقة.!

أحب الكتاب، لا لأنني زاهد في الحياة، ولكن لأن حياة واحدة لا تكفيني.

خير الدين الزركلي شـاعر الـوطن ....pdf

للمؤلف: د. أكرم جميل قنبس
لقد وقع الوطن العربي في النصف الأول من القرن العشرين تحت وطأة الاحتلال الاستعماري الجديد، على حين كان أبناؤه، ينتظرون رحيل الدولة العثمانية، وإنهاء احتلالها الذي دام أربعة قرون، عانى فيه الوطن ما عانى من الموت الثقافي والفكري، والجمود الحضاري، والتدهور الاقتصادي والاجتماعي، إلى جانب التضحية بأكبر عدد من سكان هذه الأمة، إثر المصادمات التي كانت تقع بين الثوار وعساكر الاستعمار القابع فوق صدر الوطن. ونتيجة تفتح الوعي العربي، والدخول في مرحلة اليقظة العربية، حملت نخبة من أبناء الوطن شعلة الكفاح والثورة، وبدأت تسير في طريقها، غير مبالية بما ستلقاه من مضايقات وملاحقات، وسجن أو نفي، أو إعدام. وقد كان شاعرنا خير الدين الزركلي، واحداً من هؤلاء الذين عاصروا مرحلة الحكم العثماني، وغنّوا لفجر الاستقلال الذي سيتحقق بعد الحرب العالمية الأولى، وشاهد بأم عينيه، كيف انهارت الأماني الشعبية إثر دخول الفرنسيين إلى بلده الحبيب (سورية)، فانهار بذلك حُلم الاستقلال والتحرر، وبدأ الشعب العربي مرحلة صراع جديدة مع القوى الغازية للوطن العربي. وتصدّى الشاعر الزركلي للفرنسيين بفكره وقلمه، فاعتُبر محرضاً للثورة ضد الفرنسيين، ومعارضاً لدخولهم، فحكموا عليه بالإعدام، مما اضطره لمغادرة دمشق، متوجهاً إلى بلاد الحجاز. وهناك من يقول: إن الفرنسيين حكموا عليه بالإعدام لأنه خرج مع القوّة المتصديّة للفرنسيين بقيادة الوزير الشهيد يوسف العظمة. ومهما يكن، فإن كان الأمر الأوّل فهو جهد فكري، وإن كان الأمر الثاني، فهو تضحية بالنفس، وكلاهما في سبيل الوطن، وحُكْمُ الفرنسيين واحدٌ، هو الإعدام. وهنا تبدأ مرحلة الكفاح والنضال ضد معركة الحياة والاستعمار ويعيش الشاعر حياته، متنقلاً في مختلف البلاد العربية. فهو المواطن الذي وُلد في بيروت من أبوين دمشقيين، ونشأ وترعرع في دمشق، وتجنّس بالجنسية العربية في الحجاز، وشارك في إنشاء إمارة شرقي الأردن مع الأمير عبد الله بن الحسين ثم توجّه إلى فلسطين أيام صراع العرب الفلسطينيين مع اليهود والبريطانيين. ثمّ توجّه إلى مصر (1934) حين صدر قرار تعيينه مستشاراً للوكالة (ثم المفوضية) العربية السعودية بمصر، ومثّل المملكة العربية السعودية في عدة مؤتمرات دولية، ثم نُدب في عام 1946 لإدارة وزارة خارجيتها، ثم وزيراً مفوضاً ومندوباً دائماً لدى جامعة الدول العربية 1951، ووقتها باشر طبع كتابه (الأعلام). ثم عين بعد ذلك في عام 1957 سفيراً ومندوباً للمملكة في المغرب، توجّه منها إلى الحياة في بيروت، وقد سُمّي سفيراً في وزارة الخارجية السعودية. وقد تلفّت الشاعر منذ مطلع شبابه إلى معالي الأمور, ونظر إلى نضال قومه نظرة الجدّ, فعكف على رسم النضال والكفاح، وكان شعره سجلاً للأحداث النضالية الوطنية التي جرى أكثرها وهو بعيد عن موطنه. والشعر عنده شعور ينبض به قلبه، حين تثيره الأحداث الكبرى، وحين تدغدغه ذكريات الوطن، وذكريات الأمجاد العربية، وحين يبهجه منظر جمال الطبيعة، أو سرّ من أسرار الحياة الغامضة. وقد عاش الشاعر وفي صدره حبّ الأرض والوطن، ومرارة الغربة والتشرد، وكان الهم الوطني هو الهاجس الأول، فبات البلبل الصّداح الذي يعزف للوطن والأمّة، ويغني للحرية، ويضرم الحقد في النفوس من أجل الثورة ضد المستعمرين لطردهم من أرضنا العربية... وكثيراً ما كان الشاعر، يجاهر بمن لا يكون مخلصاً في موقفه الثوري. وحبّه الوطني كبير، يتعدّى الحدود والخرائط، وقد كان يتألم كثيراً لجراح وطنه، وينبعث الأمل في نفسه كلّما هبّت ثورة، ونادى منادٍ للجهاد, كما كان يحرّض الشعب باستمرار للثورة ضد المستعمرين وضد عملائهم من الحكام. إنه شاعر نذر نفسه لوطنه، لآماله، لآلام، عرف قدسية الكلمة، فعاش في حرابها، وألهب بها الغاصبين والمستعمرين بشواظ من نار، بقدر ما ألهب المشاعر وأثار العواطف، وأثر في العقول، أحبّ وطنه بمشاعره وأحاسيسه كلّها، فكان بشعره الشعلة المضيئة في درب الحياة. وهو من أعظم من أنبغتهم دمشق، كما أنه عالم ترك للعرب ثروة لا تقدّر بمال، هي الأعلام، وهو شاعر عظيم، وإن كان ترك, فعوّض عن الشعر بالأعلام. إنه شاعر يملك رهافة الحس، ودّقة التعبير، وجمال الصورة الشعرية، كما يحمل أسلوباً لطيفاً واضحاً، يبتعد فيه عن التعقيدات اللفظية واللغوية، فالماء يتدفق من الينبوع زلالاً صافياً. إنه شاعر، عُني بقضايا وطنه، وجدّد في مضمون شعره وموسيقاه، يتجلّى خياله في مضامين (الوطن، الحنين، الذكرى، الأمل، الوفاء، الألم، غدرات الزمان، الاستعمار، جرائم المستعمر، التنديد بالمتخاذلين، تحريض الهمم للثورة، الحرية, الاستقلال, التضامن.... لقد اهتم الشاعر بكل ما يمكّن الوطن من النهوض, ويحمل له الخير والمحبة والسلام, فوطنه هاجسه الأول ـ يوم كانت كلمة الوطن والوطنية تقود إلى حبل المشنقة أو السجن ـ والثورة أداة خلاصه وحريته، ويكفيه فخراً أنه علم الأعلام وحامل لواء الشعر والجهاد. د. أكرم جميل قنبس

خير الدين الزركلي شـاعر الـوطن ....pdf

تفاصيل كتاب خير الدين الزركلي شـاعر الـوطن ....pdf

للمؤلف: د. أكرم جميل قنبس
التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 0
مرات الارسال: 28

عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T
عرض جميع الكتب للمؤلف: د. أكرم جميل قنبس

أكثر الكتب زيارة وتحميلاً: