حقيقة.!

مجد التاجر في كيسه ومجد العالم في كراريسه.

الضوء والظل.pdf

للمؤلف: رلـى عدنان الكيـال
ربما بدا هذا العنوان غريباً باعثاً على التساؤل، فما الذي يجمع بين الشعر والتصوير؟ وما الذي يجمع بين كل من عنصري الضوء والظل وفني الشعر والتصوير على حدة؟ وهل ثمة علاقة بين الفنين؟ وإن وجدت العلاقة بينهما، فما طبيعتها؟ هل هي علاقة تقارب أم اختلاف؟ وهل ثمة علاقة بين الضوء والظل؟ وإن وجدت، فهل هي علاقة تناقض أم انسجام وتكامل؟ تقوم فكرة البحث على جلاء العلاقة بين فنين هما الشعر والتصوير من خلال بعد جمالي واحد هو التناوب بين الضوء والظل في التشكيل الفني والتعبير الإنساني. فإذا كان فن الشعر يعتمد ظاهراً على الصورة، وهو الأمر الذي يقربه من فن التصوير، فمن المفترض أن قيام الصورة ذاتها على تناوب الضوء والظل فيها هو الذي يجعل من فن الشعر صورة لغوية لفن التصوير. ومن هنا انطلقت فرضية البحث من مبدئين: يتمثل أولهما في إمكانية تعادل عنصري الضوء والظل أو توازيهما أو تشابههما في كل من فني الشعر والتصوير، والثاني في مدى امتلاكهما القدرة على خلق التقارب بين هذين الفنين، إذ كانت مسألة العلاقة بين الفنون وما زالت محوراً بحثياً كبيراً في الدراسات الجمالية والنقدية الغربية والعربية. لذا خصص المدخل، لوضع هذه المسألة في بعدها التاريخي، وامتدادها، وتفرعاتها، وانزياحاتها، وتياراتها وبيان جوانبها الفلسفية والجمالية والنقدية، وتأثيراتها في الإبداع والنقد الحديثين، إذ تجلت علاقة التقارب بين الشعر والتصوير في بعض أنواع الشعر، المسمى -شعر الصورة- على المستوى الإبداعي، كما تجلت في الأبحاث النقدية التي جعلت لها عنواناً-الشعرية- والتي تحتضن في مفاهيمها كل أنواع الفنون الأدبية أو التشكيلية. ولقد حاول مدخل البحث استعراض أدوات البحث، من خلال الاستعانة ببعض أدوات المنهج السيميولوجي الذي يركّز على النص، من خلال تحليله للعلاقة بين المرسل، والرسالة، والمرسل إليه ومن خلال بيان المستويات المتعددة للنص، ومن خلال ما تتضمنه الرسالة من تعددٍ في وظائفها: الإفهامية، والإخبارية، والمعرفية، والعاطفية والانفعالية، والجمالية، والمرجعية..وغيرها. ولما كانت فرضية البحث، انطلقت من إمكانية تعادل ثنائية الضوء والظل أو تشابههـا أو توازيها، في كل من فني الشعر والتصوير، فقد كان لا بدّ من دراسة، العناصر التشكيلية الأساسية لكل من الفنون الثلاثة: النحت، والتصوير، والشعر، آخذين بالاعتبار أوجه التشابه أو التوازي دون إهمال أوجه الاختلاف، المتمثلة في اختلاف التسميات (المصطلحات) من فن إلى آخر، فضلاً عن اختلاف أدوات الفنان، ومواده الأولية، وأسلوبه في التعامل معها، ولذا تناولنا في الفصلين الأول والثاني تحليل نماذج من تلك الفنون محاولين إجراء مقاربات فيما بينها،ففي المرحلة الأولى، ونحن نتابع الأعمال الفنية، منحوتة، ولوحة، وقصيدة، كان لدينا الحدس بإمكانية المقاربة بين هذه العناصر في المجالات الفنية المختلفة، أما في المرحلة الثانية، فقد عمدنا إلى مقاربتها، بكثيرٍ من الشك والحذر والتحليل، فوجدنا أن المقاربة ممكنة فعلاًوأن معالجة الضوء والظل، لا يمكن أن تتمّ دون البناء على مفهومي الكتلة والفراغ، ومفهومي الحركة والسكون، لما لهذه المفاهيم من أثرٍ في تمثيل العمل الفني، وتنظيمه، وتكوينه. ولمّا كانت هذه المفاهيم، في علاقة أكبر وأوضح في فن النحت، وذلك لأحجامه الواقعية وفضائه الحقيقي وحسّيته المادية، فقد جعلناه مدخلاً إلى فن التصوير، الإيهامي في طبيعته، لمقارنته به من جهة، ولتوضيح تجريدية فن الشعر مقارنة بالفنين السابقين من جهة أخرى. ومن هنا خصص الفصل الأول لدراسة الضوء والظل في الكتلة والفراغ في فن النحت، يقابلهما الشكل والحيّز المساحي في فن التصوير، والصوت والصمت في فن الشعر الشفاهي، والكلمة والفراغ الطباعي في الشعر الكتابي. ومن ثم، وبناء على النتائج الناجمة من دراسة الكتلة والفراغ في الفنون الثلاثة، وتجلياتهما وعناصرهما التشكيلية كاللون وطبيعته، والخط وأنواعه، جاء الفصل الثاني ليدرس الضوء والظل في مفهومي الحركة والسكون، وليوضح أثر الكتلة والفراغ في خلق الحركة أوالسكون في العمل الفني، وليبرز أسباب وجودهما في الأعمال النحتية والتصويرية والشعرية. أما الفصل الثالث فقد ناقش، مستويات التعبير في العمل الفني انطلاقاً من مفهومي الضوء والظل. فالتعمق في الأعمال الفنية (النحتية، التصويرية، الشعرية) كنماذج متنوعة، جعلنا نكتشف ثلاثة مستويات في التشكيل (النحت، التصوير) بدءاً من الضوء والظل، والضوء والعتمة المضاءة، والضوء والعتمة، وبدت لنا هذه الثنائيات التشكيلية موازيةً لثنائية: الوضوح/الغموض، والجلي والخفي في الشعر، والتي يمكن، من خلالها، ملاحظة ثلاثة مستويات تعبيرية موازية: المستوى الأول هو المستوى اللاشعوري الذي يختفي وراء أقنعـة أو حجب من الصور والتبادلات المتعاكسة، ويقابله مستوى الضوء والظل في التشكيل. والمستوى الثاني هو المستوى الفكري الذي يحاكي بواطن الأفكار مثلما يلاحظ ظواهر الأشياء، وتقابله العتمة المضاءة تشكيلياً. أما المستوى الثالث فهو المستوى الحسي، الذي يتجلى في الألفاظ الحسية الواضحة، والصور الوصفية المباشرة التي تقرب الشعر من النحت والتصوير في وضوحها، ويقابله في التشكيل مستوى الضوء والعتمة. أما الفصل الرابع، فقد جمع بعض النماذج الفنية المنجزة في الشعر والنحت والتصوير، والتي تعدّ محاولةً لإثبات فرضية البحث، والسعي إلى تحقيق التقارب بين الفنون الثلاثةمن خلال حوارها بلغة الضوء والظل، وبناء على ذلك قمنا بالاستقصاء والبحث في الشعر الكتابي ومدى تأثر الشعراء في الأعمال الفنية (التصويرية والنحتيّة) ومحاولة محاكاتها، فضلاً عن أثر الشعر في المصورين وانعكاسه على أعمالهم الفنية. ولنا أن نشير إلى فكرة مهمة تتعلق بعنوان البحث وتفسر سبب اختيار فن التصوير بدلاً من فن الرسم، وتوضح أوجه الاختلاف بينهما. فالرسم هو التعبير أو التشكيل بطريقة خطية.. بمعنى أن الرسام يستخدم الخطوط وعلاقاتها لتحديد الأشكال المرسومة. أما التصوير، فناً تشكيلياً، فهو التعبير بخامة اللون. فالفرق بين الرسم والتصوير أن الرسم يعتمد على الخط واللون الواحد الأساسي دون دمجه مع غيره من الألوان، أما التصوير فيعتمد على أكثر من لون ويقوم بدمج الألوان، ويركز على تلوين المساحات وتوزيع الأضواء والظلال في أرجاء اللوحة. الرسم إذن هو الخطوط الأولية للفكرة التي تدور في مخيلة الفنان، فإذا امتلأت الفراغات والمساحات بالألوان المدمجة غدا الرسم تصويراً.

الضوء والظل.pdf

تفاصيل كتاب الضوء والظل.pdf

للمؤلف: رلـى عدنان الكيـال
التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 2
مرات الارسال: 26

عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T
عرض جميع الكتب للمؤلف: رلـى عدنان الكيـال

أكثر الكتب زيارة وتحميلاً: