حقيقة.!

أعز مكان في الدنى سرج سابح.. وخير جليس في الأنام كتاب.

السـهروردي.pdf

للمؤلف: عبد الفتاح رواس قلعه جي
حياته وعصره كان العصر الذي عاش فيه السهروردي عصراً مضطرباً، وكان العالم الإسلامي في المناطق الساخنة موزعاً بين قوى متعددة، فالخطر المغولي يتعاظم بهزائم الخوارزمية، والزنكيون أمراء الموصل وسنجار، وفي ديار بكر وقونية والأناضول كان السلاجقة، والبيزنطيون في القسطنطينية، والإمارات الصليبية في أنطاكية والساحل السوري تهدد المدن الشامية الكبرى ومصر، والإمدادات المستمرة تصلها من أوروبا، والخلافة العباسية في بغداد ضعيفة بعد أن تفككت أوصال إمبراطوريتها، وتسلطت قوىً متعددة على الخلفاء الذين غرقوا في البذخ واللهو. وفي هذه الفترة تابع صلاح الدين الأيوبي ما بدأه أستاذه الملك العادل نور الدين بن زنكي النضال ضد الإفرنج. وفي سبيل ذلك عكف على توحيد مصر وبلاد الشام تحت رايته. فقد أنهى حكم الخلافة الفاطمية في القاهرة وتحول الولاء إلى الخلافة في بغداد، واتخذ دمشق عاصمة له، ثم دخل حلب عام 579هـ = 1183م بعد وفاة ملكها الشاب الصالح إسماعيل بن نور الدين زنكي عام 577هـ وولّى عليها ولده الشاب الملك الظاهر غازي، وأحاطه ببطانة منالفقهاء والعلماء. في هذا المناخ الذي التحمت فيه السياسة بالثقافة كان ينظر بعين الريبة إلى كل دعوةباطنية، توجّساً من أن يستعيد أتباع الفاطميين مواقعهم في العالم الإسلامي، وكان منسوء حظ السهروردي أن ذهبت حياته ضحية هذه الصراعات السياسية بصورة مؤلمة ومأسوية. وكان من الطبيعي أن يقع التصادم بين السهروردي الفيلسوف الصوفي الإشراقي، بكل ما كان يتصف به من ثقافة موسوعية منفتحة على علوم الغرب والشرق، مع حماس الشباب، واعتداد بالذات، وشجاعة فكرية إلى حدِّ التهور، وبينفريق من العلماء والفقهاء الأشاعرة الذين يعادون الحرية الفكرية، ويتوجسون شراًّ من عودة الفكر المعتزلي الذي يقدم العقل على النقل، ويحاربون الفلسفة، ويعادون الصوفية، خوفاً مما قد تشتمل عليه من فكر باطني. وكانت حلب بالنسبة لصلاح الدين في غاية الأهمية، فقد كانت مدخل الدولة الأيوبية إلى كردستان، ذلك الخزان الذي كان يستمد منه المقاتلين من أبناء القبائل الكردية في الظروف الحرجة، كما إنّها كانت صلة الوصل بين الجيوش الشامية في عهدي نور الدين وصلاح الدين وبين أمراء الموصل والأناضول الذين كانوا يشتركون في القتال ضد الصليبيين حين يُطلب منهم. انعكست هذه الأحداث والمتغيرات على حياة السهروردي وشخصيته، ومن خلال النظر في حياة شهيد الإشراق تبدو لنا شخصيته القلقة المفعمة بالتوتر وعدم الاستقرار. ومن الواضح أنَّ نوازع القلق والتوتر في نفسه قد توافقت مع عصره المضطرب الذي عاش فيه. ذلك العصر الذي تصارعت فيه تيارات فكرية وعقائدية وسياسية متناقضة، وذلك في مواجهة أخطار قائمة تتمثل في الاحتلال الأوربي الصليبي لأجزاء من الشرق العربي الإسلامي،، وأخطار قادمة محدقة تتمثل في اقتراب الخطر المغولي. * * * لا تذكر المراجع التي بين أيدينا تفصيلات وافية عن تاريخ مولد السهروردي بشكل دقيق وعن نشأته الأولى وتعليمه، ولا تلقي ضوءاً ساطعاً على نسبه وأسرته التي نشأ فيها، حتى إنَّ معظم المراجع ينقل بعضها عن بعض في الغالب. قال ابن خلكان: هو أبو الفتوح يحيى بن حبش بن أميرك شهاب الدين السهروردي الحلبي الحكيم المقتول بحلب، وقيل اسمه أحمد، وقيل كنيته اسمه وهو أبو الفتوح، وذكر أحمد بن أبي أصيبعة في طبقات الأطباء أنَّ اسم السهروردي المذكور هو عمر ولم يذكر اسم أبيه، أما وصفه بالمقتول فلئلا يُعدَّ شهيداً، لكن تلاميذه عدّوه شهيداً، لأنه قتل بغير حق ووشاية وتحزّب من خصومه . والصحيح أن اسم السهروردي هو يحيى، ويلقب بـشهاب الدين ويوصف بالحكيم، والمؤيد بالملكوت، ولقبه تلامذتهبـالشهيد، واشتهر بالشيخ المقتول. ولد عام 549 هـ = 1155م إبان الاضطرابات المغولية ببلدة سُهرورْد من أعمال زنجان من عراق العجم، وهي بلدة تقع بالجبال في الشمال الغربي من إيران في ميديا القديمة، وهو صاحب نظرية الإشراق أو الحكمة المشرقية ويعرف لدى المؤرخين بالسهروردي الحلبي تمييزاً له عن آخرين اشتركوا معه في النسبة، ومنهم: عبد القاهر بن عبد الله السهروردي(490-563هـ) = (1097-1168م) وهو فقيه شافعي واعظ متصوف، ولي المدرسة النظامية، وتوفي في بغداد، ومن تآليفه: آداب المريدين في شرح أسماء الله الحسنى (مخطوط)، وغريب المصابيح (مخطوط)، وهذا يعرف بالسهروردي البغدادي. وإليه تعود الطائفة السهروردية التي كان لها دور فعال في الموسيقى الهندية وبخاصة الشيخ بهاء الدين زكريا من مدينة ملتان (في باكستان اليوم)، فقد ترك تأثيراً عميقاً في الموسيقى الهندية وبخاصة في الأغاني الشعبية في البنجاب والسند. وأبو النجيبالسهروردي(ت: 563 هـ). والسهروردي: شرف الدين أبو الروح عيسى بن محمد بن محمد بن قراجا الصوفي: توفي 627 هـ اجتمع بأخوان الصفا، مات سنة سبع وعشرين وستمائة، ولم تذكر التراجم تاريخ مولده. والسهروردي: محمد بن حمزة الشهير ب آق شمس الدين ابن العارف بالله الشهاب السهروردينشأ بدمشق ثم مع والده وهو طفل الروم ،كان طبيبا للأبدان كما كان طبيباً للأرواح، وله في الطب تصانيف وله رسائل كثيرة في التصوف والطب، ولم تذكر كتبُ التراجم له تاريخ مولد ولا تاريخ وفاة، ولم تأت على ذكر تصانيفه. والسهروردي محمد الأمين بن عبد الرحمن(1252-1320هـ) = (1836-1902م) ولد وتوفي في بغداد، وهو أديب ومدرس وعضو محكمة الاستئناف ومدير بلدية سامراء، ومن تآليفه: تاريخ بغداد، ومجموعة أدب، وديوان شعر. * * * بدأ شهاب الدين السهروردي يحيى بن حبش حياته العلمية بمراغة من أعمال أذربيجان وقرأ فيها الحكمة وأصول الفقه على الشيخ مجد الدين الجيلي وهو شيخ الإمام فخر الدين الرازي، ثم ارتحل إلى أصفهان، فأتم دراسته هناك وأنفق شطراً من عمره في التنقل والأسفار مهتماً بارتياد منتديات وجماعات العلم والفكر والصوفية، محباً للوحدة التي هيأت لحياته الروحية التأمل والسلوك في معارج أهل الطريق في البحث عن حقيقة نور الأنوار للترقي في درجات المعرفة واليقين، والوصول إلى الحقيقة الكبرى.كان أديباً شاعراً، أوحد زمانه في علم الحكمة عارفاً بالتصوف، ماهراً في أصول الفقه، مفرط الذكاء ،عجيب القريحة، طاف البلاد على طريق الفقر والتجريد، وكان شديد التشوق لمقابلة شريك له في علومه ولم يحصل له ذلك، وكان يقول عن نفسه : وها أنا ذا قد بلغ سني إلى قريب من ثلاثين سنة وأكثر عمري في الأسفار والاستخبار والتفحص عن مشارك مطّلعٍ على العلوم، ولم أجد مَن عنده خبرٌ عن العلوم الشريفة ولا من يؤمن بها. سئل فخر الدين الرازي عنه فقال: ذهنه يتوقد ذكاء وفطنة، وسئل السهروردي: أيما أفضل أنت أم أبو علي ابن سينا؟ فقال: إما أن نتساوى أو أكون أعظم منه في البحث، إلا أني أزيد عليه في الكشف والتذوق. ارتحل الشهاب السهروردي من أصفهان إلى بغداد ثم إلى ديار بكر بالأناضول جنوب تركيا، حيث أحسن استقباله الأمير السلجوقي عماد الدين أبو بكر بن قرا أرسلان بن داود بن أرتق، وألف له كتاب الألواح العمادية، وبرغم رثاثة ثيابه وقلة اعتنائه بمظهره وزهده في أمور الدنيا، فإنه كان موضع الاحترام الكبير في ميافارقين. ولعل إقامته عند الأمير أثَّرت عليه في تكوين فلسفته، حيث التقت في هذا البلاط الثقافة البيزنطية وريثة الفكر اليوناني الهلينستي مع الفكر الشرقي الإشراقي، ويجتمع هذا الخليط مع التراث الإسلامي إلى جانب التراث المسيحي. يقول سديد الدين محمود بن عمر المعروف بابن رقيق: كان الشيخ شهاب الدين السهروردي رثَّ البِزَّة، لا يلتفت إلى ما يلبس، ولا له احتفال بأمور الدنيا . قال: وكنت وإياه نتمشى في جامع ميافارقين وهو لابس جبة قصيرة، وعلى رأسه فوطة مفتولة، وفي رجليه زربول، فرآني صديق لي، فأتى إلى جانبي وقال: ما جئت تماشي إلا هذا الخرابندا (أي المكاري)؟ فقلت له: اسكت ! هذا سيد الوقت شهاب الدين السهروردي. انتقل السهروردي بعد ميافارقين إلى حلب واستقر فيها إلى أن انتهت حياته تلك النهاية الفاجعة حيث أعدم عام587هـ =1191م.

السـهروردي.pdf

تفاصيل كتاب السـهروردي.pdf

للمؤلف: عبد الفتاح رواس قلعه جي
التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 4
مرات الارسال: 33

عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T
عرض جميع الكتب للمؤلف: عبد الفتاح رواس قلعه جي

أكثر الكتب زيارة وتحميلاً: