حقيقة.!

الكتاب جنة؛ بل جنة الجنان.

السُّفِسْطائي.pdf

للمؤلف: أفـــلاطـــون - تحقيق وتقديم : أوغسْـت دييسْ
مفتتح اتهم عددٌ من الأثينيين أتباعَ السفسطائية بأنهم السبب في غضب الآلهة من مدينتهم التي طفقت تنهار إبان القرن الخامس ق.م. مما دفع بأفلاطون أن يكتب عنهم خمسة كتب هي: هيبياس الصغير (أو عن الخطأ)، هيبياس الكبير (أو عن الجميل)، بروتاغوراس (أو عن السفسطائيين)، غورجياس (أو عن البلاغة)، السفسطائي (أو عن الوجود). وقد تكون هذه النقمة الشعبية على السفسطائيين مدعاة للإنتقاد العنيف الذي خصهم به. يبدأ كتاب السفسطائي بترحيب سقراط الشاب بالغريب الاليائي الجنسية الذي تتلمذ على يد برمينيذيس وزينون وأتقن الفلسفة اتقاناً كبيراً. فيسأله عن رأيه بالسفسطائيين وعلمهم وفنهم. ثم يختفي سقراط في الحوارية مفسحاً المجال لهذا الغريب الذي يتناقش مع ثيئيتيتوس حول جنس السفسطائيين العسير الشاق الإصطياد كما تقول بداية الحوارية. وكثيراً ما لجأ أفلاطون إلى عرض أفكاره وقناعاته عن طريق أشخاص آخرين، أهمهم سقراط؛ وهنا كان الغريب الإليائي - وليس سقراط - هو المعبّر عن أفكار أفلاطون والمتصدي للسفسطائيين. يعدد الغريب الإليائي مآخذه على السفسطائيين ففي التعريف الأول للسفسطائي، يقول إنه صياد نفعي للشبان الأغنياء؛ ثم يقول إنه تاجر علوم بالجملة؛ ثم إنه من صغار المرتزقة، ومن باعة المعارف؛ ثم إنه داحض ممتهن. وفي الختام يسأل ثيئيتيتوس: - بماذا ندعو من يستخدمون هذا الفن؟ إذ أخشى أن أدعوهم سفسطائيين. - ولمَ؟ - خشية أن نخصهم بشرف كبير(ص 77). وتتراكم التهم التي يسوقها عنهم: السفسطائي يتاجر بالمعارف النفسية، وهو بائع حقير يبيع هذه المعارف، وهو مناضل في حلبة الرياضة الخطابية وماهر في فن المشاحنة والمعارضة والمناقضة (ص 97). السفسطائي مشعوذ ووحش ضار (ص 107)؛ ويلجأ إلى فن المخايلة (Simulacre)(ص 205) والصيد والمصارعة والاتجار (ص207). والسفسطة فن الإيحاء أو الإيهام (ص 123) وخطابها مليء بالأراجيف والسحر والشعوذة (ص 125). وبوجيز العبارة، السفسطائيون هم أدعياء معرفة (ص 215) ويحاولون محاكاة الحكماء (ص 216). ويمايز أفلاطون بين ثلاث فئات من المفكرين: فئة السفسطائيين وفئة السياسيين وفئة الفلاسفة (ص 55). وبعد أفلاطون بخمسة وعشرين قرناً، تحسنت صورة الفئة الأولى التي كانت مشينة وفاضحة. تنحدر كلمة سوفيستوس من كلمة Sofiaسوفيا (أو صوفيا) التي تعني الحكمة والمهارة والأسبقية. والرجل السوفوس Sofosهو الرجل البارع والعالم والحكيم والجهبذ. ويأخذ أفلاطون على هؤلاء المفكرين أنهم تكنوا بكنية لا يمتون إليها بصلة. وحذا حذوه من ثم أرسطو نفسه. وورثت الفلسفة الغربية من مؤسسَيْها أفلاطون وأرسطو هذه الصورة الشوهاء عن السفسطائيين. وصارت كلمة سفسطة حتى في اللغة العربية تعني الخطاب الأجوف الذي يثبت الشيء وضده في آن. والحال أن هؤلاء الفلاسفة قد ظلمهم التاريخ. ولم يردّ اعتبارهم إلاّ بدءاً من القرن التاسع عشر الذي رأى فيهم فلاسفة جادين، ومأساويين أحياناً، وتنويريين على غرار فلاسفة عصر الأنوار في أوروبا. وتصدّى هؤلاء الفلاسفة لمشاكل عديدة تمس الاهتمامات اليومية التي عاشها الناس في القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد، ومازالوا يعيشونها في أيامنا. وبسبب أفلاطون وأرسطو استبعدوا عن الفلسفة الغربية التي رأت في سقراط نقيضاً لبروتاغوراس وفي الفيلسوف نقيضاً للسفسطائي. لذا ضاعت معظم كتبهم، ولم يبق منها إلا النزر اليسير. ونظرت الثورة الألسنية الحديثة التي استهلها فردينان دي سوسور في آخر القرن التاسع عشر، نظرت إلى هؤلاء الفلاسفة كأساتذة في فن القول والخطاب والبلاغة. ومن بين العبارات الخالدة التي استهلّ بها بروتاغوراس ما بقي لنا من كتابه الحقيقة، أو الخطابات المقوّضة، العبارة التالية: الإنسان هو القسطاس في الأشياء جميعها: في تلك الموجودة، فوُجدتْ، وفي تلك التي لم توجد، فلم توجد. لقد عرّب الأب فؤاد جرجي بربارة كتاب السفسطائي لأفلاطون مباشرة من اليونانية التي كان يتقنها كلغته الأم، وحرص على أن يقدم للقارئ العربي نصاً محكماً رصعه ببعض الحواشي والتعليقات التي تثبت طول باعه في الفلسفة واللغة. ونقل لنا أسماء العلم والكلمات اليونانية بلفظها الأصلي، دون فرض التسمية الأوروبية الشائعة على القارئ العربي. فآثرنا الإبقاء عليها كما اقترحها هو، مع أنها صعبة القراءة أحياناً. ويسرّ الهيئة العامة السورية للكتاب أن تعيد نشر الكتب التي ترجمها الأب بربارة في الستينات والسبعينات لصالح وزارة الثقافة وذلك ضمن الخطة الوطنية للترجمة، لقناعة الوزارة بأن هذا العمل الجبَّار الذي أقدم عليه الأب بربارة يجب إعادة إحيائه خدمة للمثقف العربي الذي يترتب عليه العودة إلى بعض منابع الفكر العالمي المتمثلة بالحضارتين اليونانية واللاتينية. د. جمال شحيّد

السُّفِسْطائي.pdf

تفاصيل كتاب السُّفِسْطائي.pdf

للمؤلف: أفـــلاطـــون - تحقيق وتقديم : أوغسْـت دييسْ
التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 7
مرات الارسال: 56

عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T
عرض جميع الكتب للمؤلف: أفـــلاطـــون - تحقيق وتقديم : أوغسْـت دييسْ

أكثر الكتب زيارة وتحميلاً: