حقيقة.!

حب المطالعة هو استبدال ساعات السأم بساعات من المتعة.

الثـّائر صالـح العـليّ.pdf

للمؤلف: عـزيــــز نـصّـــــار
الشّيخ صالح العليّ ولد الشّيخ صالح العليّ سنة 1883م في قرية المريقب منطقة طرطوس، ناحية الشيخ بدر، من أسرة لها مكانتها الاجتماعية. والده الشيخ علي سليمان، بنى مسجداً واعتكف فيه، وكان مرجعاً لطلاب العلم، وجعلوه حكماً بينهم. توفي الشيخ علي سليمان وله من الأولاد أربعة. ولم يكن الشيخ صالح حين وفاة والده قد بلغ العشرين سنة، لكنّه كان أفضل من يحمل رسالة أبيه، ويؤدّيها أداء حسناً، وقد اشتهر ونجح في عمله وتميّز بإحساس نبيل مرهف، وعقل رزين وخلق حميد وصراحة وصدق، وتحلّى بالفضيلة والإباء والحزم. وقد صفح عن المسيئين إليه. وكان في طليعة المقاتلين الذين يستلهمون منه البطولةوالتّضحية. واتّصف بالثّبات ورباطة الجأش والشجاعة والإقدام. وقد عمل الضابط جميل ماميش مع الشيخ صالح العلي ورافقه في أكثر العمليات الحربية، وهو أحد الضباط النظاميين، وقد وصف الشيخ الثائر بأنه رجل حديدي الإرادة، شديد المراس لا يعرف الخوف سبيلاً إلى قلبه، وكان أجرأ الناس. وقد استمع عبد اللّطيف اليونس إلى المجاهدين الذين قالوا إنّ كلّ كتيبة من الثوّار كانت تحارب بحماسة وهي تحسب أنّ الشيخ معها فتستبسل وتستأسد، وكان يعزّز هذا الشعور والحسبان ملاحظات الشيخ المستمرّة في نهاية كلّ معركة، كبيرة كانت أم صغيرة. وكان الشيخ يأكل ممّا يأكل جنوده، ويشرب ممّا يشربون، ويعيش حياة التّقشّف والشّظف كما يعيشون. ولولا كثرة الحذر وزيادة الاحتياط وتنقلاته بين حراسه الأوفياء، لما كانت تمتاز حياته في مظهرها عن حياة جنوده العاديّين. ولم يكن الشيخ خريج مدرسة عسكرية، ولا قائداً نال مركزه عن طريق الرتبة الرفيعة، وإنّما هو رجل محارب شجاع أكسبته التجارب والمران خبرة عسكرية حيّرت ضباط العدوّ، وأفزعتهم. وكان لها الفضل الأكبر في ثبات الثورة كل ذلك الأمد الطويل. والتاريخ يحدثنا أن كثيرين من مشاهير القواد تخرجوا من مدرسة التجارب والاختبار، ولم يتخرجوا من المعاهد أو الجامعات. وكان الشيخ في الأوقات التي تهدأ فيها حدّة المعارك، ويخمد لظاها، يقوم بتدريب الثائرين على الرماية الدقيقة تمريناً مشوّقاً، إذ كان يضع جوائز للمباريات، ويعلق الشّارات على صدور الفائزين ويحتفي بالمتفوّقين ما يدفع المجاهدين إلى الاهتمام والمثابرة، ويستنفد أكثر أوقاتهم في فترات الهدوء. وكان يمنع المجاهدين من ارتداء الملابس التي يخالف لونها لون الأرض، ويحول بينهم وبين التمركز في السهول المنبسطة حتى لا يكونوا هدفاً للطائرات، وإنّما يدفعهم للتّمركز وراء كتل من التّراب، وفي ظلّ أكوام من أغصان الشجر اليابس. وكان يجلب لهم المغنّين القرويّين يغنّون لهم القصائد النارية ، والأشعار الحماسيّة ، فتلتهب نفوسهم وتضطرم عواطفهم. وكان يوزّع عليهم الغنائم، ويشرف على طريقة إعداد الطّعام وتجهيزه لهم، وتوزيعه عليهم. وشكّل محكمة للثّورة فكان يحاكم كلّ مخالف، ويحكم عليه بما يستحق من العقوبة، ويستوجب من القصاص. وشكّل فرقاً للتفتيش، وأخرى للأمن، مهمّة الأولى مراقبة الجنود، ومهمة الثانية المحافظة على النّظام. وبقوّة هذا التنظيم الرائع، وذلك الإيمان القوي استطاع أن يقف في وجه الجيش الفرنسي الذي قهر الألمان يومئذٍ في الحرب، وانتصر في أعنف معارك الدّنيا. سيذكر التاريخ في بلدنا ثورة البطل الشّيخ صالح العلي، وسيتحدّث عنها بفخر واعتزاز. وينبغي الاهتمام بتسجيل أحداث هذه الثّورة كي لا تبقى مبعثرة ضائعة، وتحتاج الأمة إلى إبراز أبطالها كَمُثُلٍ عليا ، وتوثيق نضالهم وتضحياتهم في هذه الثورة اللاّهبة التي استمرّت ثلاث سنوات ونصف السنة، وقاومت الجيوش الفرنسية المحتلّة.

الثـّائر صالـح العـليّ.pdf

تفاصيل كتاب الثـّائر صالـح العـليّ.pdf

للمؤلف: عـزيــــز نـصّـــــار
التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 0
مرات الارسال: 23

عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T
عرض جميع الكتب للمؤلف: عـزيــــز نـصّـــــار

أكثر الكتب زيارة وتحميلاً: