حقيقة.!

لا حياة للمرء من غير قلب يحنّ ويفرح ويحس، من كتاب بناتي لسلمان العودة.

الفطرة الإلهية وأشكال الحضارة.pdf

للمؤلف: أنس نادر
لطالما تساءلنا جميعا يوما ما, ماذا بعد هذه التجربة والحضارة الإنسانية, ماذا بعد كل هذه الثقافات و الإبداعات والفنون وهذا التاريخ الإنساني بكل خيراته وآفاته, وحتى على المستوى الفردي ماذا بعد أحلامنا وأهوائنا ومشاعرنا وخلاصة تجربتنا الحياتية, هل سينتهي هذا كله وكأنه لم يكن, هل سينتهي كل هذا الجمال, ألا توجد ذاكرة للعالم ترأف بما جئنا وعشنا من أجله وتحتضن رؤانا, ألا يوجد مكان آخر للفرح والحزن, أسيكون العالم مظلم موحش ولن يحفل بأمجادنا وخرائبنا المقدسة, أليس من المخيف مجرد التفكير بالموت مع العلم بأحقيته, ومن القسوة أن يتلاشى كل ما أحسسنا به وألفناه , أسيعم السكون على الشطآن وستصمت النوارس, أم أن هناك ثمة حب مطلق يرتحل بعزلته من وحي إلى آخر.

ولا بد أن التساؤل عن جدوى الحياة والوجود يبدو شاعريا, وقد عبر أذهان الكثيرين عبر كل الأجيال, بمختلف انتماءاتهم وعقائدهم, ولكنه مناسب جدا لطبيعة الموضوع الذي نطرحه ونقوم بدراسته, فبالنهاية جميع الأفكار العظيمة كانت عاطفة صارخة مجهولة القرار قبل أن تتحول إلى فكرة في عقل أحدهم, وكل ما سنحاول فعله هنا هو العودة إلى الأصل, ودراسة العواطف والميول النفسية الفطرية والأولية للإنسان التي تركت الأثر العاطفي والروحي الأشد في حضارته, وتركته في هذا الضياع النفسي والروحي معلقا بين الأرض والسماء ومسببة فجوة عاطفية كبيرة في حضارته أدت فيما بعد إلى صراع شديد في أشكال وجوده .

وبالحديث عن الحالة الروحية للحضارة, فإننا نتناول البعد الديني الغائر في نفس الإنسان والفطرة الأساسية المحرضة لظهوره, وإن هذه الفطرة الإلهية من أكثر الدوافع الواعية على الإطلاق التي كان لها دورا مباشرا ومؤثرا في شكل الحضارة الإنسانية عبر التاريخ, وإن بحث الإنسان عن معنى للوجود والحياة وسعيه خلف كل أشكال المعرفة كان أيضا نتيجة لهذا التساؤل الغيبي الكبير في أعماقه وهذا الفراغ الذهني في تصوراته لصلته بالعالم منذ بداية حضارته. إن هذه الفطرة دافع أصيل ومقدس و ما جرى بحضارة الإنسان جرائها بكل الجوانب الإيجابية والانتكاسية كان طبيعي جدا بالنسبة لمدى تأثيرها وسطوتها على الفكر والنفس البشرية, وإنها بالواقع الأساس الحقيقي والأصيل لتطوير الذهن والفكر والحضارة الإنسانية. والإنسان مدرك لذلك بكل جوارحه وكيانه بشكل فطري لذلك كان أكثر تعصبا لكل ما يشكل ويجسد رموزها عبر تاريخه, فإنها الشعلة المتقدة التي تشركه بجوهر وحقيقة الوجود وانتمائه العقلي الخلاق له, فكلما ازداد تعصبا وتمسكا برموزها كلما شعر بالاستمرار والتلاشي المطلق بالوجود من حوله وبقربه وانتمائه لأصله الواعي والمعنوي على حد سواء وبخلاصه من قدره بالفناء

الفطرة الإلهية وأشكال الحضارة.pdf

تفاصيل كتاب الفطرة الإلهية وأشكال الحضارة.pdf

للمؤلف: أنس نادر
التصنيف: فلسفة وفكر وعلم نفس -> دراسات فلسفية
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة:
بتاريخ: 23-05-2013
عدد مرات التحميل: 257
مرات الارسال: 54

عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة:
عرض جميع الكتب للمؤلف: أنس نادر

أكثر الكتب زيارة وتحميلاً: