حقيقة.!

إن المكتبة ليست من كماليات الحياة ولا من لوازمها ولا يحق لإنسان أن يربي أولاده بدون أن يحيطهم بالكتب.

كتـاب اللــواء.pdf

للمؤلف: سـليمـان العيســى
مقدمة الشاعر عتابٌ في مُنْتَصَف لَيل وأنتَ.. أيها الوترُ الذي يحمل رنينَه الأحمرْ حيثما حلَّ.. وأينما رَحَلْ ويحدثني عن الغربة والغرباءْ والظلم والمظلومينْ.. لِمَ لا تحدثني قليلاً عن غربتكَ أنتْ؟ عن الظلم الذي حلَّ بكْ.. واقْتَلعَكَ من مهدكْ؟ * * ألستَ واحداً من قافلة التشرد الأولى على هذه الأرضْ التي تسميها بإِِلحاحْ أرضَ الآباء والأجدادْ؟ لِمَ تؤثر أن تبكي كل الرؤوس التي امتدت إليها سكين الجلادْ.. وتنسى رأسَك الأخضر الجميل المقطوعْ؟ سمعتُك غير مرة تقولْ: لقد ذابَ الجرحُ الصغيرُ في الجرح الكبيرْ. ولكن من يدري؟ ربما كان السرُّ كله يكمن في الجرح الصغيرْ. * * أعرف أنك واحدٌ من كلّ.. خليةٌ في جسد.. كما تُصِرُّ أن تقولْ. وإنه لقولٌ عاقلٌ صحيح.. لا اعتراض لي عليه. ولكنْ.. أليس لطفولتك حقٌ عليكْ؟ أليس لمهدكَ الأول الذي امتدت إليه يدٌ في أولَيَات الظلام الدامس، فاختلسته في غفلة من الزمنْ، ثم طوتِ القصة، أو حاولت أن تطويَها إلى الأبدْ.. أليس له حصةٌ من رنين الوَتَرْ.. وشَهَقاتِه الحمرْ؟ * * أعرف أنكَ تمرُّ بمدارج الطفولة من حين إلى حينْ تقفُ على أطلال البيت القديمْ وتستظل برفيقتك العتيقة شجرة التوتْ.. أعرف أن عصافيرَ القريةْ.. وسقفَ القرميدِ الأحمرْ.. وذكرياتِ العاصي.. قد أعطتكَ عدداً من القصائدْ لا تنسَ أني أقرؤكْ.. ولكنها كانت قَطَراتْ.. قطرات لا تبلُّ ظمأ، ولا تَنْقَعُ غُلَّةْ * * حدِّثني عن غربتكَ أنتْ.. عن مأساتكَ أنتْ.. عن مهدكَ الأولْ.. حدثني بالتفصيل.. لَكَمْ يضيء التفصيلْ! عن كل الغصصِ التي مررتَ بها والآلام التي تجرَّعْتَها.. لعلي استشفُّ منها خيوطَ الكارثةْ التي تشعَّبَت وامتدت في طولِ الوطن وعرضِهْ، لعلي ألمح فيها سرَّ ما نلاقيه من ضَرَبَاتْ، ونتجرَّعُه من شقاء حتى الآنْ. ألم أقل لكَ منذ قليلْ: ربما كان السرُّ كلُّه يكمنُ في الجرح الصغيرْ؟ أيها الراحلُ الأولْ.. في قافلة العذاب الأولى أيها الرأسُ الأخضرُ الجميل المقطوعْ! هل طُوِيتِ القصةْ.. وضاع الأثرْ؟ تعرف جيداً أيَّ قصةٍ أعني؟ وأيَّ أثرٍ أريدْ؟ إن الظلمَ موجةٌ من دخانٍ أسودْ تحجبُ الأرض والسماءَ رَدحاً من الزمنْ، في غفلة من الزمنْ.. ولكني لا أعرفُ موجة دُخَانٍ أَلغتِ الأرضَ والسماءْ. أليس هذا ما تعرفه أنت أيضاً؟ * * إذاً لِمَ لا تعودُ بي إلى أوراقكَ الصغيرة الأولى؟ إنها ألصقُ شيء بكْ.. وأصدقُ شيء فيكْ.. حدِّثني عنها.. تعالَ نفتَحْ كتابَ السَّمَرْ ونقرَأْ قصة همومكَ الصغيرةْ قصة طفولتكْ.. قصةَ مهدك الذي ضاعْ. * * أنا والتاريخْ.. أنا والشعرْ.. أنا والزمنُ العربيُّ القادمْ.. بحاجة إلى أن نعرف شيئاً عنها وعنكْ.. بحاجةٍ إلى أن نعرف كلَّ شيءْ. أيلول 1982

كتـاب اللــواء.pdf

تفاصيل كتاب كتـاب اللــواء.pdf

للمؤلف: سـليمـان العيســى
التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 0
مرات الارسال: 22

عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T
عرض جميع الكتب للمؤلف: سـليمـان العيســى

أكثر الكتب زيارة وتحميلاً: