حقيقة.!

صادق الكتاب فصفحاته الخيرة تنتظر نظرة منكأحنِ جبينك فوق صفحاته في جد، في كل سطر يختفي شهد الحكمة.

قصائد الخالدين شعراء وقصائد من ثقافات العالم.pdf

للمؤلف: عواطف الحفار إسماعيل
خلّف الأديب المفكر الراحل صدقي إسماعيل، تراثاً فائقاً من جميع وجوهه في مختلف المجالات المعرفية، ذات الطابع الفكري والأدبي والسياسي والاجتماعي، وكان مجلسه في منزله وفي المنتديات العامة، مثالاً لما يُتوقع من المثقف الملتزم ، والمراهن على القيم القومية والمعرفية والكرامة الإنسانية. وعلى الرغم من تركيزه على الثقافة العربية، فإنه كان ذا نظرة ثاقبة فيما يتعلق بالقيم والأخلاقيات على امتداد الإطار العالمي. أضف إلى ذلك أنه كان مثالاً للأدب واللطف، وكان غزير الاضطلاع والثقافة، وفي الوقت نفسه كان مناضلاً أبياً ومعتداً بنفسه ومجتمعه وانتمائه العربي، والى حد كبير على امتداد الإطار العالمي والإنساني. وباختصار كان أنموذجاً للمثقف الملتزم، الذي وهب نفسه لخدمة وطنه ومستقبل أمته العربية. وبالنسبة لهذا الكتاب يمكن القول إن صدقي حرص حرصاً شديداً على تزويده بأعظم الإنتاج الفكري في العصور الحديثة. ولم ينسَ تزيين الكتاب بعدد لا بأس به من إبداعات الجنس اللطيف، فذكر مثلاً الشاعرةالأمريكية إميلي ديكسون، والشاعرة الاسبانية جوانا دو اسباج، والشاعرة الفرنسية كونتيس دونواي، وكذلك مدام جيرار دو فيل، بالإضافة إلى البريطانية إميلي برونتي، ومدام دو ستايل، واهتم بوجه خاص بالشاعرات الفرنسيات. ثم إنه خصص في كتابه فصلاً عن جوانب عالمية غير مرددة في الثقافة العربية مثل: الشعر الفنلندي والسويدي وغيرها، وبيّن طبيعة الإبداع الخاص للمرأة ولاسيما في مجالات شعر الحب والحنين وربما التوحد، وحرص أيضاً على تقديم أسماء لم يكن لها بريق في نطاق الثقافة العربية. وانتقى من الإنتاج العالمي ما رأى أنه يناسب احتياجات الثقافة العربية. ولذلك قدّم التفاتة موجزة حول شعراء من إفريقيا ومن آسيا، لم تتح لهم فرصة العالمية ، وهذا فضل يُذكر له. ومن خلال هذه الالتفاتة توصل إلى الروائي الجزائري المعروف محمد ديب الذي صور الحياة البائسة في رواياته وفي أشعاره أيضاً. وقاد حرص المؤلف على تقليدية الثقافة الشعرية العربية إلى أن يتابع الشعر الحديث الملتزم، في أجزاء مختلفة من أوروبا الشرقية، مثل قصائد ميخائيل دودين وغيره من الشعراء السوفيات في حينه، وقد كان لهؤلاء الشعراء الملتزمين تأثير قوي على المجتمعات المعانية وعلى المعذبين في الأرض. وسوف يلاحظ القارئ أن صدقي لم يشأ أن يقفل موسوعته الأدبية، دون وصلها بأحدث تطورات الشعر المتألق في القرن العشرين، ربما لكي تكتمل الصورة. وكان ختام المسك هو لفت النظر إلى موسيقى الشعر وكأنه يؤكد المرددات الشعرية الفرنسية بوجه خاص، في أواخر القرن العشرين، تلك المرددات التي كانت تنادي بأن الشعر هو الموسيقى ولا شيء إلا الموسيقى، كما ترك لنا الجواب معلقاً: هل صحيح أن الشعر هو الموسيقى ولا شيء إلا الموسيقى؟ أم أن الشعر هو الالتزام بالهدف الإنساني والاجتماعي!. لقد خلّف صدقي تراثاً ثقافياً صافياً تمثل في إنجازاته الأدبية المختلفة، ومن أبرزها رواية العصاة التي تحكي قصة أسرة محمد الحلبية ومن اتصل بها من الأشخاص منذ مطلع القرن العشرين، حتى نهاية النصف الأول منه، كما تابع هذه الأسرة في تطوراتها الاجتماعية والوطنية، ومن خلال هذه المتابعة يمكن للقارئ تصور تطورات الفكر النظري والنظام الاجتماعي آنذاك، كما تعرّج الرواية نسبياً على قضية فلسطين بمهارة وعلى مسائل سياسية ونضالية أخرى. وفي الكتاب الحالي، كما الشأن في كل كتاباته، تتضح تماماً النزعة الإنسانية إلى جانب التفكير الاجتماعي، وريادة صدقي في متابعة ثقافة العصر بصرف النظر عن تباين اللغات والأذواق والمقاصد، على المستوى العالمي. كما نلاحظ بعداً عالمياً وإنسانياً وإحاطة فائقة، بمختلف أشكال وتطورات الثقافة العالمية، من خلال متابعة إبداع الحائزين على جائزة نوبل، إلى أبرز إبداعات المثقفين العالميين العظام على امتداد الكرة الأرضية جغرافياً ، وذلك بروح إنسانية وثقافية واسعة الأفق، ومرة أخرى يتم ذلك من خلال حساسية فنية تذوقية مفعمة بمبدأ الإبداع حيثما وجد. وأخيراً يحسُن أن نسجل لصدقي جمال لغته المترجمة وصفاءها إلى جانب دقّتها وحُسن انتقائه للنصوص المترجمة، وليس ذلك أمراً سهلاً. ومما يحمد لصدقي في المجال الحالي التعريج على سيرة الأديبة العربية مي زيادة (1886-1941) ضمن هذه الكوكبة من الروّاد العالميين العظام، لأنها كانت رائدة نسائية في عصرها ومثّلت فلسطين (موطن ولادتها) ولبنان ومصر (ميدان نشاطها) في الإبداع والنَفَس الإنساني الرقيق، وذلك في عصرٍ لم يكن للمرأة فيه نشاط يذكر. أخيراً أسمح لنفسي أن اعترف أن صدقي في معظم ما كتبه كان يبرهن بالوعي، وإلى حد ما بالسليقة، أن الإبداع الإنساني المنشود هو الجمع بين الحسنين: الجمالية ونصاعة الهدف، وما نظن إلا أنه شخصياً فارسهما المجلّي وحامل الراية. بقلم: أ.د. حسام الخطيب

قصائد الخالدين شعراء وقصائد من ثقافات العالم.pdf

تفاصيل كتاب قصائد الخالدين شعراء وقصائد من ثقافات العالم.pdf

للمؤلف: عواطف الحفار إسماعيل
التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 3
مرات الارسال: 22

عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T
عرض جميع الكتب للمؤلف: عواطف الحفار إسماعيل

أكثر الكتب زيارة وتحميلاً: