عملية الإبداع والإدراك الفني مقاربـة تكامليـة.pdf
للمؤلف: بــوريــس ميــــلاخ
تقــديـم كلمة حول هذا الكتاب تحيط المقاربة التكاملية في دراسة القضايا الملحة للعصر الراهن، باتساع متزايد، بمجالات مختلفة من العلوم وتطبيقاتها. وثمة آفاق جديدة لدراسات مثمرة ذات طابع نظري عام أو أساسي أو تطبيقي، تتفتح عند ملتقى العلوم المختلفة، بما فيها الطبيعية والاجتماعية. فالتشابك الوثيق بين فئات العلوم الثلاثة الرئيسة أصبح ضرورياً للدراسات التكاملية لتلك الظواهر العالمية المعاصرة، كقضايا البيئة (الإيكولوجيا)، ولبحوث المنهج العلمي، والعلوم التقنية، والإبداع الروائي والاجتماعي، وغيرها. فبحث ومعالجة جميع هذه القضايا غير ممكنين إلا بشرط وحدة العلوم، التي تدرس الطبيعة والمجتمع والتقنية،وتداخلها المشترك العميق. في إطار هذه الاتجاهات ظهرت الدراسة التكاملية للإبداع الفني والأدبي. وتقوم هذه الدراسة على الترابط والتفاعل بين علم الجمال وعلمي الأدب والفن مع العلوم الأخرى المفيدة في دراسة أعقد أنواع النشاط الروحي الإبداعي. وقد تشكلت هذه الدراسة التكاملية في اتجاه علمي واعد، يوحِّد بين باحثي العلوم المختلفة مع رجالات مختلف أجناس الفن كالأدب والمسرح والسينما والفنون الجميلة والتشكيلية وغيرها. وينمو الاهتمام بهذا الاتجاه ليس في أوساط العلماء فحسب، بل وفي أوساط القراء الواسعة المهتمة بالفن.لذا يعد تفهّم مهام الدراسة التكاملية للإبداع الفني وقضاياها وتجربتها وإمكاناتها على درجة كبيرة من المعاصرة. وكتاب الأستاذ بوريس ميلاخ، الدكتور في العلوم اللغوية والحائز على جائزة الدولة، ورئيس لجنة الدراسة التكاملية للإبداع الفني، هذا مكرس لهذا الغرض. وكان الأستاذ ميلاخ، منذ الستينات من القرن الماضي، قد بدأ بنشر أفكار استخدام مبادئ تكامل العلوم ومنهجها في دراسة قضايا الإبداع الأدبي والفني في السياق الثقافي، وبخاصة في كتابه- عند ملتقى العلم والفن-، وفي المؤتمرات والندوات المكرسة لهذا الغرض. ومع تشكّل اتجاه علمي جديد، تنشأ المبادئ المنهجية للبحوث التكاملية لتلك القضايا المعاصرة، مثل تفاعل العلم والفن في ظروف الثورة العلمية- التقنية؛ والسمات والعلاقات بين الإبداع العلمي والإبداع الفني والأدبي؛ ودراسة عمليات الإبداع وخلق الأعمال الفنية، من حيث هي منظومة دينامية؛ واستقبال القراء والمشاهدين والمستمعين لهذه الأعمال؛ وتفاعل الفن وجميعته؛ ولوحة العالم الفنية وغيرها. من خلال هذا الكتاب، الذي نضعه بين يدي القارئ، يمكننا تتبع كيفية نشوء وتطور الدراسة التكاملية للإبداع الفني، وكيفية استيعاب القضايا وما تتطلبه من بحوث تكاملية. إن وجهة نظر المؤلف من تفاعل الجوانب المختلفة للمعرفة محددة وواضحة للغاية. فهو ينطلق من المبدأ القائل بأن عصر ماركس تميز بتيار قوي جارف نحو العلوم الاجتماعية والطبيعية، وأن هذا التيار لا يزال قوياً في العصر الراهن. وباعتراف المؤلف بهذا المبدأ، الذي يتجلى الآن بوضوح، بتأثير العلوم الاجتماعية المثمر على العلوم الطبيعية، ينطلق المؤلف من أن العلوم ذات الطابع الإنساني تشكل الأساس في دراسة الإبداع الفني والأدبي. وُتجتذب العلوم الطبيعية والتطبيقية إلى هذه الدراسة بقدر الحاجة إليها. يوجه المؤلف نقده للتصورات التكنوقراطية والوضعية والعلمية المطلقة والتصورات الأخرى الموجهة لتجريد الفن من أي محتوى فكري. ومن الأهمية بمكان، أن المؤلف في كتابه هذا، لا يجعل من وجهات نظره وآرائه مسلمات مجردة، بل يسعى إلى إثبات كل أطروحة من أطروحاته، ويتحقق من المبادئ المنهجية بتحليل ملموس للأدبيات المتوفرة في قضايا الفن ووقائعه التي يتطرق إليها. وبما أن الدراسة التكاملية للإبداع الفني حديثة العهد نسبياً، يشكل هذا الكتاب دافعاً للبحث المثمر اللاحق للقضايا المطروحة فيه. كما يساهم في التطوير اللاحق لاتجاه الدراسة التكاملية للإبداع الأدبي والفني بمختلف جوانبه ومجالاته. الأكاديمي ب. م . كدروف
تفاصيل كتاب عملية الإبداع والإدراك الفني مقاربـة تكامليـة.pdf
للمؤلف: بــوريــس ميــــلاخ
التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 2
مرات الارسال: 32
عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T
عرض جميع الكتب للمؤلف: بــوريــس ميــــلاخ