تعليـقــات.pdf
مقدمة المترجم يصعب حصر كريس ماركر تحت عنوان وحيد. فهو ليس مخرجاً فحسب، بل هو أيضاً كاتب ورسام ومصور فوتوغرافي وفيلسوف وصحفي وناقد سينمائي وشاعر ومنتج. ولد كريس ماركر واسمه الأصلي كريستيان فرانسوا بوش فيلنوف في... الواقع أن مكان ولادته الحقيقي غير معروف تماماً لأن ماركر كان مراوغاً عندما يتعلق الأمر بماضيه وكان يرفض إجراء المقابلات الصحفية والتقاط صور له. وعندما سئل ذات مرة عن سر هذا التحفظ أجاب قائلاً: -أفلامي تكفيهم- في إشارة إلى الجمهور. هذا الغموض المحيط بشخصيته انسحب على مكان ولادته نفسه. إذ تشير بعض المصادر إلى أن ماركر نفسه أكد أن مسقط رأسه مدينة أولان باتور عاصمة منغوليا فيما تقول مصادر أخرى إنه ولد في ضاحية بيلفيل الباريسية وتؤكد أخرى أنه ولد في نوي سور سين. درس ماركر الفلسفة في فرنسا قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية وانضم إلى إحدى فصائل المقاومة الفرنسية بعد خضوع فرنسا للاحتلال النازي وقيل أنه غادر فرنسا وانضم إلى القوات الجوية الأمريكية بصفة مظلي على الرغم من أن بعض المصادر تقول عن هذا الأمر إنه محض أسطورة. بدأ مهنته الصحفية بعد انتهاء الحرب حين كتب لمجلة -الروح- وهي مجلة ماركسية تنتمي إلى الحركة الكاثوليكية المجددة تعليقات سياسية وقصائد وقصصاً قصيرة ومقالات نقدية سينمائية. وقد التقى هناك بزميله أندريه بازان قبل أن يصبح فيما بعد من أوائل من كتبوا لمجلته -دفاتر السينما-. بدأ ماركر في تلك الفترة بالسفر حول العالم كصحفي ومصور وهي ممارسة لازمته طيلة حياته. استأجرت دار النشر الفرنسية سويل خدماته كمحرر لسلسلة -عالم صغير- التي كان كل عدد فيها يكرس لبلد من بلدان العالم. نشر ماركر روايته الأولى، -القلب النقي- (Le Coeur Net)، عام 1949. وفي عام 1952، نشر دراسة عن الكاتب الفرنسي جان جيرودو مدعمة بالرسوم. ازداد اهتمام ماركر بالسينما خلال فترة عمله الصحفي المبكرة كما بدأ يختبر فن التصوير الفوتوغرافي في بداية الخمسينيات. كما التقى في تلك الفترة بالعديد ممن سيصبحون أعضاء في حركة -الضفة اليسرى السينمائية- مثل ألان رينيه وأنييس فاردا وهنري كولبي وأرمان غاتي والروائيين مارغريت دورا وجان كايرول. وغالباً ما تقرن هذه المجموعة بمخرجي الموجة الفرنسية الجديدة وكان العديد من أعضاء هاتين المجموعتين أصدقاء وزملاء. صنع ماركر فيلمه الأول، -أولمبيا 52-، عام 1952 وهو فيلم وثائقي عن ألعاب هلسنكي الأولمبية، ثم تعاون مع ألان رينيه على إنتاج فيلم -التماثيل تموت أيضاً- وهو فيلم يتناول في رؤية ثاقبة الممارسات المدمرة للاستعمار الغربي في القارة الأفريقية تجاه الحضارة الأفريقية التي أدت، من جملة ما أدت، إلى اندثار الفن الأفريقي التقليدي كالمنحوتات والأقنعة في القارة السوداء عبر تحويله من تعبير ثقافي إلى سلعة تجارية مبتذلة. وقد نال الفيلم جائزة جان فيغو عام 1954 على الرغم من أن الرقابة الفرنسية منعت عرضه بسبب انتقاداته اللاذعة للاستعمار الفرنسي.
تفاصيل كتاب تعليـقــات.pdf
التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 0
مرات الارسال: 26
عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T