تجريـد الفـن من النزعة الإنسانية.pdf
للمؤلف: خوسيه أورتيغا إي غاسّيت
أورتيغا إي غاسيت (José Ortega Y Gasset) المولود في مدريد (1883-1955م) من أبرز المفكِّرين الإسبان، بالإضافة إلى كونه من أعظم المرشدين الفكريين خلال النصف الأول من القرن العشرين وذلك بسبب الدور البارز الذي لعبه في نشر الأعمال الثقافية الأوروبية المهمة، وخاصَّةً الألمانية منها، عبر مجلته ريفستا دي أوكسيدنتي Revista de Occidente)). على الرغم من كونه بروفسوراً في الميتافيزيقا في جامعة مدريد إلا أنَّ أعماله لم تقتصر على اختصاصه الأكاديمي فقط، فدراسته للفلسفة في ألمانيا سمحت له بالكتابة في شتى المجالات وصدرَ له العديد من الأعمال نذكر منها: تمرد الجماهير؛ ما الفلسفة؟؛ دراسات في الحب؛ أوروبا وفكرة الأمة؛ دراسات في الميتافيزيقا؛ تأملات في الدون كيشوت، والعديد غيرها. ألَّفَ أورتيغا إي غاسيت كتابه -تجريد الفنِّ من النزعة الإنسانيّة La Deshumanizacióndel Arte- بعد أن سادت إسبانيا، في القرن التاسع عشر، نزعة إنسانية سيطرت على شتى أنواع الفن، حيث كانت الحالات الوجدانية من انفعالات ورغبات وعواطف تطغى على ذاتية الفنان، سواءٌ على مستوى الرواية أو الشعر، أو الرسم...إلخ الأمر الذي دفع أورتيغا إلى نقد هذا التبجيل العاطفي للفن وهذه الذاتية التي أضفت على الأدب الأسباني طابعها الخاص، وحاول مع المجموعة الأدبية التي ينتمي إليها والتي دعُيت بـ -جيل 14- أن ينزع هذه السمة الإنسانية عن الفن مستعيضاً عنها بفكرة الفن الخالص. فهو كما يقول يجب حذف هذه العناصر المفرطة بالإنسانية التي سيطرت على الأعمال الرومانسية والطبيعيّة. عندما نشر أورتيغا إي غاسيت كتابه في عام 1925 كانت الحركة الطليعيَّة -La Vanguardia- قد تبلورت في إسبانيا وانتشرت بشكل جيد، حيث قام بتفسير هذا الفن الجديد المنبثق عن هذه الحركة على أنه توجهٌ أوروبيٌّ جديدٌ للفن ينضوي على شعور جماليٍّ بالحياة مقابل شعورٍ محزنٍ وفاشل. ومن أجل اجتراح آفاقٍ جديدةٍ انطلق من مفهومٍ للتاريخ يرى أنَّ في تجريد الفن من النزعة الإنسانية تهديماً وتحطيماً لمثالية جماليّة قديمة يؤدي غيابها إلى الابتعاد عن المتلقي العادي للنتاج الفني، إلا أنَّه أكد أن الفنَّ الجديد لا يعتمد على الفنان وإنّما على المتلقي الذي يتذوقه لينتهي به المطاف إلى إمكانيّة إعطائه تفسيراً نقيّاً محضاً. وبذا تتحقَّق فكرة الفن الخالص. يبيِّن لنا أورتيغا في كتابه - تجريد الفن من النزعة الإنسانيّة- دور الاستعارة مُستخدَمَةً، لا كمصدر جماليٍّ، وإنّما كشكلٍ من أشكال المعرفة. فمن خلالها يستطيع الإنسان النفاذَ إلى المظاهر المظلمة للواقع. إن هذه النهاية هي وظيفة الفن الجديد المجرد من الإنسانيّة. بالإضافة إلى مقالة -تجريد الفن من النزعة الإنسانية- آثرت ترجمة مقالتين أُخرَيَين حول علم الجمال، الأولى: -مقالة في الجماليّة على شكل مقدمة-، والثانية: -آدم في الجنة-. بالنسبة للمقالة الأولى نلاحظ أن أورتيغا يهاجم فيها موقف راسكن من الفن ذلك أن راسكن ينظر إلى الفن على أنه حالة اعتيادية ويومية؛ لكن هذه النظرة الإنكليزية للفن بالنسبة لأورتيغا ستقضي على الجماليّة. فالفن ينبغي أن يبحث عن عوالم شعورية مجهولة فهو دائماً يحتوي على شيء من اللا واقع، وهو لا يفصح لنا عن باطنه. المقالة الثانية -آدم في الجنة- تتألف من مجموعة من المقالات تعالج موضوعات جماليّة مختلفة. في البداية يمدح أورتيغا فنَّ الرسام الإسباني -زولواغا Zuloaga- الذي يخلق في لوحته عالماً جديداً من الأشياء الفيزيائية التي يرسمها. ثم يتحدث عن كلٍّ من العلم، والأخلاق والفن، بوصفهم أجوبة عن تساؤلات الإنسان. وفي النهاية يشير إلى الأدب وفن الرسم بوصفهما يكتنفان، كلٌّ على حدّةٍ، أسلوب الحوار في الأدب ومادة اللون في الرسم، كعنصرين يدلان على العلاقات بين التجسّدات الواقعيّة المختلفة. إنَّ القارئ لعمل أورتيغا يذهب أبعد من التأمل ليرى أنَّ المعنى الحقيقي للفن موجودٌ في وقت وزمانٍ يمكن فيهما إدراك الأنا. إنَّ الإيمان بأسلوبٍ أو تقنية، والاختبار والتجريب على نماذج قديمة يسمحان للفنان التأمل بماضيه البعيد والذهاب في الوقت نفسه تجاه المستقبل. جعفر العلوني
تفاصيل كتاب تجريـد الفـن من النزعة الإنسانية.pdf
للمؤلف: خوسيه أورتيغا إي غاسّيت
التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 1
مرات الارسال: 24
عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T
عرض جميع الكتب للمؤلف: خوسيه أورتيغا إي غاسّيت