المنثــور البهـائـي.pdf
للمؤلف: أبي سعد النيرماني - تحقيـق د. علي إبراهيم كردي
وقفت على كتاب المنثور البهائي فيما وقفت عليه من المخطوطات الثَّمينة التي صوّرها الدكتور فؤاد سزكين من المكتبات العالمية، ونشـرها ضمن منشورات معهد تاريخ العلوم العربية والإسلاميّة. وعندما قرأت الكتاب عزمت على إخراجه للناس؛ لفرادته بين كتب الأدب، فهو أحد الكتب التّطبيقيّة في أهمّ طرائق الأدباء لاكتساب الدّربة والمقدرة على تدبيج النّثر الفنّي، وهي حَلّ المنظوم، وتحويل القصيدة البديعة إلى نصٍّ نثري بديع. فقد استبدّ الشِّعرُ بالأدب العربي، لا يعرف العربُ صورةً للأدب سواه. وعندما بدأت الكتابة العربية تنتشـر أخذت المتعةُ تزاحم المنفعة في صياغته وتدبيجه؛ حتّى تحوّل النّثرُ المكتوب إلى فَنٍّ أدبيّ أواخرَ الدولة الأمويّة. ولم تَعُد الموهبةُ وحدَها كافية لإتقان الكتابة الفنيَّة العربيّة، واحتاج الأمر إلى الثّقافة والخبرة والدُّربة، وقد وجّه أعلام الكتابة النّاشئين إلى طريقة غريبة في اكتساب هذه الدُّربة، وهي حَلُّ المنظوم، وإعادة بناء النّصّ الأدبي الشِّعري نثراً؛ لأنّ الشِّعرَ العربيّ يحوي المعاني الأدبيّة؛ ولأنه يُعِين الكاتب بعباراته، وصوره، وصنعته. وأضحى حَلُّ المنظوم تقليداً يَتَّبِعه الكُتّاب، ولكنْ لم يصل إلينا قبل هذا الكتاب مثالٌ واضحٌ لهذا التّقليد، ومن هنا جاءت أهمّية هذا الكتاب إضافة إلى ما احتواه من عيون الشِّعر العربي، وتفرُّده برواية شيء منه، وصلاحيته للإفادة منه. وعندما نسخت المخطوط اتّضح لي أنّ النُّسخة الّتي لديَّ اعتورها النّقص في بعض أبوابها، وأصابَ أوراقَها تقديمٌ وتأخير، فأعدت ترتيب الأوراق، وكان عليَّ استدراكُ النّقص؛ فبحثت عن نسخة أُخرى من الكتاب فعلمتُ أنّ في مكتبة الأزهر بالقاهرة نسخة أخرى منه، فَسَعَيْتُ للحصول على صورة منها، إلاّ أنني لم أُوفَّق إلى ذلك بدعوى أنّ أحدَ الباحثين الأزهريين يعمل على تحقيقه لنيل شهادة علمية، فاتّصل أحدُ الإخوة المصـريين الّذين يُدَرِّسون معي في المملكة العربية السعودية بصاحب البحث، فرجاه أنْ أؤخِّر طَبْعَ الكتاب إلى ما بعد مناقشة رسالته حتى لا يتضـرّر، واعداً أنْ يُمِدَّني بصورة عن نسخة الأزهر المخطوطة، ووفيت بوعدي، وطال الانتظار، ولم يَفِ الباحث المذكور بوعده، وعندما اتّصلت به هاتفياً رَدَّ عليَّ شخصٌ آخر وأخبرني أنّ الشخص المذكور قد سافر إلى المملكة العربية السعودية للعمل، وليس لديه عنوانه ولا رقم هاتفه. وبعد أنْ قطعتُ الأمل، وكان لا بُدّ من الحصول على النسخة الأزهريّة لاستكمال العمل بالكتاب، رجوت أخي الدكتور محمد عبد الفتّاح وهو أزهري غيور، أن يقابل ما نسختُه على نسخة مكتبة الأزهر العامّة، ويستدرك النّقص، فوافق مشكوراً، واقتطع من إجازته الصيفيّة أوقاتاً ثمينة ليُنجز ما طلبته، وقام بذلك على أتمِّ وجه، فله منِّي جزيل الشُّكر. ولا يفوتني أنْ أُزجي خالص الشُّكر وأجزله لأخي الدُّكتور محمد شفيق البيطار الّذي تفضَّل بقراءة الكتاب كاملاً، وزوّدني بملاحظ قيّمة أغنته وسَمَت به درجة نحو الكمال. وختاماً أشكر الله على توفيقه، وأدعوه أن يكون عملي خالصاً لوجهه وأنْ يغفر لي تقصيري، ويلهم القُرّاء قبولَ العُذر على ما اعتوره من هنات؛ فقد بذلتُ جهدي، وحسبي ذلك، وله الحمدُ من قبلُ ومن بعد. د. علي إبراهيم كردي
تفاصيل كتاب المنثــور البهـائـي.pdf
للمؤلف: أبي سعد النيرماني - تحقيـق د. علي إبراهيم كردي
التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 3
مرات الارسال: 39
عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T
عرض جميع الكتب للمؤلف: أبي سعد النيرماني - تحقيـق د. علي إبراهيم كردي