حقيقة.!

حب المطالعة هو استبدال ساعات السأم بساعات من المتعة.

المعـلــم داود قسطنطين الخوري.pdf

للمؤلف: محمد بري العواني
كنّا ثلاثةً جَمَعَتْنا في المسيحِ أُخُوَّةُ الدِّينِ ومنارةُ الْعِلْمِ. وكانَ شابٌ يافعٌ قدْ أمسَكَ بيدِ طفلٍ صغيرٍ يسيرُ بهِ رَغْمَ البردِ والمطرِ في دروبٍ ضيِّقةٍ مُتَعَرِّجةٍ. وفجأةً يَدْخلُ الشَّابُّ منْ بابٍ ضيِّقٍ غيرِ مُغْلَقِ، ويدخلُ خَلْفَهُ صديقي الطفلُ الذي يكتشفُ أنَّهُ في غرفةٍ واسعةٍ، رَحْبةٍ، أنيقةٍ، تُزَيِّنُ جدرانَها آياتٌ مِنَ القرآنِ الكريمِ مكتوبةٌ بِخُطوطٍ جميلةٍ باهرةٍ، كما اكتشفَ عالَماً جديداً منْ أسرارِ الدُّروبِ الضَّيِّقةِ ودهاليزِ الدُّورِ القديمةِ. كانَ الشيخُ جالساً بلباسِهِ التقليديِّ الأنيقِ؛ جِلبابٌ أبيضُ ناصِعٌ، وعِمَامَةٌ بيضاءُ بسيطةُ المَظْهَرِ؛ وأمامَهُ حاملٌ خشبيٌّ لقراءةِ الكُتُبِ، وخلفَهُ -كُتُبِيَّةٌ- تُزيِّنُها كُتُبٌ غيرُ كثيرةٍ، لكنّها مدهشةٌ بِكِبَرِ حجمِها وسوادِ أغلِفَتِها واصْفِرارِ ألوانِ أوراقِها. سلَّمَ الشابُ باحترامٍ زائدٍ كما أوصاهُ مُعَلِّمُهُ أبو الصَّبيِّ، ودفعَ بالطفلِ الذاهلِ أمامَ الشيخِ الذي نظرَ إلى الطفلِ بعينيْنِ فاحصتَيْنِ وقدْ ظهرَ فيهما الرِّضا سريعاً. وبينما ينسحبُ الشابُ كانَ الشيخُ يُشيرُ بيدهِ إلى الطفلِ بالجلوسِ. ركعَ الطفلُ على ركبيتْهِ وانْحَنى بِحَذَرٍ يُقبِّلُ يدَ شيخِهِ حَسْبَ وصيَّةِ أبيهِ في الوقتِ الذي هدَرَ فيهِ صوتٌ جميلٌ عميقٌ بخشوعٍ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. على اللهِ تَوَكَّلْنا.

المعـلــم داود قسطنطين الخوري.pdf

تفاصيل كتاب المعـلــم داود قسطنطين الخوري.pdf

للمؤلف: محمد بري العواني
التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 0
مرات الارسال: 26

عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T
عرض جميع الكتب للمؤلف: محمد بري العواني

أكثر الكتب زيارة وتحميلاً: