حقيقة.!

ما النسيان سوى قلب صفحة من كتاب العمر.. قد يبدو الأمر سهلا، لكن ما دمت لا تستطيع اقتلاعها ستظل تعثر عليها بين كل فصل من فصول حياتك.

قلب أبيض جدّاً.pdf

للمؤلف: خـابييـر مـاريـّـاس
لم أشأ أن أعرف, لكنّي عرفت أن إحدى الفتاتين التي لم تعد فتاة والتي كانت رجعت من رحلة العرس منذ مدّة ليست بعيدة, دخلت حجرة الحمّام, وفتحت بلوزتها وخلعت حاملة الثديين, وبحثت عن موضع القلب بطرف مسدس أبيها الذي كان في غرفة الطعام مع قسم من العائلة وثلاثة مدعوّين. لَمّا سُمع دويّ الطلقة بعد خمس دقائق من ترك الفتاة المائدةَ, لم ينهض الأب فوراً, بل ظلّ مدّة ثوان معدودات مشلول الحركة, وفمه ملآن من غير أن يجرؤ على مضغ اللقمة ولا ابتلاعها, حتى ولا إعادتها إلى الصحن؛ ولمّا نهض أخيراً وهُرع إلى حجرة الحمّام واكتشف جسد ابنته المضَّرج بالدم, رآه من تبعه كيف كان يمسك رأسه بيديه, ويلوج لقمة اللحم من هذا الجانب إلى ذاك الجانب من الفم من غير أن يعرف ماذا يفعل بها. كان يحمل منديلاً في يده, ولم يتركه حتّى تنبّه بعد لحظة إلى حاملة الثديين ملقاة على (البيده). فغطّاها حينئذ بالمنديل الذي كان في متناول يده أو هو في يده, وقد تلطّخت أطرافه, وكأنما كانت تُخجله رؤية قطعة الملابس الحميمة أكثر مما تخجله رؤية جسم ابنته المحطّم وشبه العاري والتي كانت قطعة الملابس على احتكاك به حتى وقت قريب جدّاً: احتكاك بالجسم الجالس إلى المائدة, أو المبتعد في الممرّ, أو الواقف أيضاً. وكان الأب أغلق قبل ذلك, بحركة ميكانيكيّة صنبور المغسلة, صنبور الماء البارد, الذي كان مفتوحاً بشدّة كبيرة.

قلب أبيض جدّاً.pdf

تفاصيل كتاب قلب أبيض جدّاً.pdf

للمؤلف: خـابييـر مـاريـّـاس
التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 1
مرات الارسال: 40

عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T
عرض جميع الكتب للمؤلف: خـابييـر مـاريـّـاس

أكثر الكتب زيارة وتحميلاً: