حقيقة.!

لا ينمو الجسد إلا بالطعام والرياضة ولا ينمو العقل إلا بالمطالعة والتفكير.

دمشق فترة السلطان عبد الحميد الثاني.pdf

للمؤلف: الدكتورة ماري دكران سركو
كتب كثير من المؤرخين العرب والمستشرقين الأجانب عن مدينة دمشق، أبحاثاً تاريخية سياسية، واعترف كثير منهم بأن تاريخها القديم يجعلها أم المدن العالمية وأقدمها التي ما تزال مأهولة حتى اليوم. وهي القلب من المشرق العربي في كل العصور التي تتالت عليها. وعلى الرغم من أن مدينة دمشق منارة الشرق ولؤلؤته، فإن دراسة أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية لم تتناول، في تلك الفترة من نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين 1876-1908م، فترة حكم السلطان عبد الحميد الثاني. وتُعدُّ دراسة أوضاع مدينة دمشق دراسة مصغرة لأوضاع المشرق العربي خاصة، والوطن العربي عامة، خلال فترة الحكم العثماني. إن تغير الظروف والأحداث التي توالت على المشرق العربي، نتيجة التغيرات العالمية والإقليمية بدّلت كثيراً من المفاهيم في أوروبا والعالم، وبالتالي المشرق العربي، ومنه مدينة دمشق، حيث أخذت تظهر بوادر تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية وقومية مهمة. فقد كان التوجه الاستعماري على أشده نحو المنطقة، فترة الدراسة. وقد تسارع منذ الثورة الصناعية الأوروبية، فأخذ الطلب يتزايد على المواد الأولية اللازمة لصناعة الغرب الأوروبي, وكان المشرق العربي الأقرب للحصول على تلك المواد بالأسعار المناسبة. هذا التوجه الاستعماري أدى في النتيجة إلى إضعاف المنطقة العربية وخضوعها للاستعمار الحديث الإمبريالي التوسعي بداية القرن العشرين. انطلاقاً من ذلك، وضعنا مجموعة من الأسئلة والأهداف التي حاول البحث الوصول إليها والإجابة عنها، بدقة وموضوعية، اعتماداً على طريقة التحليل والاستنتاج الوثائقي التي رسمت صورة للوضع بكل أبعاده، وذلك من خلال قراءة الوثائق وتحليلها. من هذه الأسئلة: § ما التغيرات الاجتماعية لمدينة دمشق، في تلك المرحلة من نهاية الحكم العثماني ؟ § ما أثر الاحتكاك مع الغرب، على البنية الاجتماعية لمدينة دمشق؟ § ما نتائج التدمير المبرمج للزراعة والصناعة والتجارة، على الواقع في مدينة دمشق؟ § ما أسباب توسع مدينة دمشق في تلك الفترة, فترة حكم السلطان عبد الحميد الثاني، إلى خارج السور ( ظاهر دمشق) وخاصة نحو الغرب؟ § كيف تم إعمار الجامع الأموي، بعد الحريق الكبير الذي حدث في الفترة المدروسة؟ إن الأهداف التي حاولنا التوصل إلى الإجابة عليها بالدرجة الأولى، شكلت العمود الفقري للوصول إلى النتائج . ومن قراءة تلك الوثائق، وجدنا أنفسنا أمام استحضار للواقع الاجتماعي والاقتصادي والعمراني بشكل موضوعي دقيق، حيث أبرز البحث انطلاقاً من الوثائق، وبجهد ومثابرة حثيثين، وصبر وأناة استغرقا عامين من مطالعة تلك الوثائق وتحليلها وجمعها، النتائج المهمة التي أردنا الوصول إليها. لقد أظهرت الوثائق أوضاع المجتمع الدمشقي المحافظ على عاداته وتقاليده المتوارثة والمتعارف عليها, إضافة إلى المستجدات التي حصلت في الواقع الاجتماعي، نتيجة الاحتكاك بالغرب، مما أدى إلى ظهور فئات اجتماعية جديدة. وكذلك، فقد أظهر البحث العلاقة مع هذه الفئات الخاصة من أصحاب الأملاك والأجانب والصرافين والتجار والزراع والصناع. وأهم ما لفت الانتباه، هذه الطبقة من المستأمنين (حاملي البراءة السلطانية) التي كانت مصالحها مرتبطة في الأغلب، مع الغرب. بالإضافة إلى دراسة الأوضاع الاقتصادية والتوجه الأوروبي بشدة، لخنق الصناعة الوطنية، واستثمار الزراعة والمواد الأولية لمصلحته، وجعل التجارة في المدينة والمنطقة مرتبطة بوكلائه وسماسرته, فقد ذكرت الوثائق الكثير من الشركات الأجنبية التي قامت بالاستثمار مباشرة في مدينة دمشق. كما عثرنا على وثائق مهمة جداً توضح توسع المدينة وتطورها العمراني، حيث أظهرت تطور المدينة في تلك الفترة، من مدينة من مدن العصور الوسطى إلى مدينة من العصر الحديث, إذْ بيَّنَ البحث التوسع العمراني، نتيجة تزايد عدد السكان والهجرة إليها. ومما ركز عليه البحث هو عبقرية المعمار الدمشقي، إذْ إنّ بعض البيوت الدمشقية لا يزال قائماً حتى اليوم ( وقد أوردنا وصفاً لبعضها من خلال الوثائق)، وكذلك طريقة إعادة إعمار المسجد الأموي الكبير في المدينة التاريخية . جاء البحث مؤلفاً من مقدمة وخمسة فصول وخاتمة وملاحق. الفصل الأول: تم في هذا الفصل، معالجة عناصر السكان في مدينة دمشق، في تلك المرحلة، من حيث فئة الحكام، والموظفين والعلماء ورجال الدين والأشراف، والحديث عن طبقة الأعيان التي أدت دوراً مهماً في الحياة الاجتماعية للمدينة، ثم فئة العامة من فلاحين وحرفيين وتجار، وأهل الذمة (النصارى واليهود). ثم أبرز الفصل فئة المستأمنين من أهل دمشق (البرجوازية الوسيطة)، ثم المهن العلمية والفنية التي وُجدت في المدينة. وأخيراً عناصر السكان الأخرى . والأهم هو بروز ظاهرة الرعاية الاجتماعية في المدينة، في فترة الدراسة، والتي تمثلت بصندوق مال الأيتام، وذلك بالاعتماد على وثائق جديدة غير منشورة. الفصل الثاني: تضمن الفصل دراسة المجتمع الدمشقي ومظاهره، من حيث العادات والتقاليد الدمشقية الأسرية (الزواج والطلاق) وأوضاع المرأة والأزياء وتطورها. وأبرز الفصل أهم المواسم والأعياد الدمشقية، ثم أوضح أهمية قافلة الحج الشامي وأثرها، ووسائل التسلية واللهو التي كانت في المجتمع الدمشقي، خلال تلك المرحلة. الفصل الثالث: أبرز الفصل الثالث أوضاع الزراعة والصناعة في المدينة، من خلال الوثائق، حيث شمل أنواع العملات الأجنبية والعثمانية المتداولة في المدينة. وشمل أيضاً شرحاً مفصلاً للمحاصيل الزراعية، وعلاقة الأجانب بالريف الدمشقي من الفترة المدروسة، ثم أبرز التطورات الصناعية من حيث الواقع الصناعي وعراقة الصناعة الدمشقية وأهميتها، ثم أهم الصناعات وأحوال الصناعة من خلال الوثائق، حيث أعطى البحث صورة واضحة معبرة عن واقع الصناعة الدمشقية التي حاول الغرب خنقها وإضعافها. تناولنا في هذا الفصل موضوع تجارة دمشق من خلال الوثائق العثمانية والميزان التجاري في فترة الدراسة. ثم أعطيت فكرة عن المحاكم التجارية وتطورها في المدينة، نتيجة كثرة الشركات الأجنبية والتجار الأجانب، وبالتالي، كثرة المشكلات التي احتاجت إلى الحل. ثم التحولات التجارية الدمشقية وقيام شركات وطنية. وأبرز الفصل أهم الأسواق والخانات الدمشقية، وأهميتها التجارية في تلك المرحلة، وقدّم دراسة موثقة للأسعار ومقدار الفائدة، وتطور المواصلات ووسائل النقل البري والبحري والطرق المعبدة، وأهم مشاريع تمديد السكك الحديدية في تلك المرحلة. الفصل الرابع: جاء هذا الفصل مفصلاً ومبرزاً التطـور العمراني لمدينة دمشق في تلك المرحلة، ثم ركـز على أهم ولاة دمشـق العثمانيين في الفترة المدروسة، وأعمالهم العمرانية، ثم تعرض لأهم الدور الدمشقية الكبرى في دمشق، كنموذج لفن العمارة الدمشقي العريق، وتطّرق لموضوع إعادة ترميم الجامع الأموي بعد الحريق الذي أصابه في الفترة المدروسة، بغية المحافظة على النبوغ المعماري الدمشقي، وهي صفحات مجهولة للكثيرين من أبناء دمشق. الخاتمة: شملت الخاتمةُ كل ما توصل إليه البحث من جديد، وخلاصة تلك الدراسة الموضوعية الوثائقية التحليلية التي جاءت جديدة كل الجدة، والمعلومات الواردة في البحث، خاصة الوثائق غير المنشورة التي لم يشملها أي بحث في اللغة العربية أو الأجنبية. الملاحق: أوضحت الملاحق صور بعض الوثائق الجديدة غير المنشورة، والصور التي توضح النواحي الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية للمدينة في تلك المرحلة. وهي مبرمجة بشكل متسلسل في نهاية البحث. واجهتنا أثناء تحضير البحث، جملة من الصعوبات، كان أهمها كيفية الوصول إلى المراجع والوثائق التي تغني البحث، مع افتقار مكتبتنا إلى المصادر والمراجع لدراسات اجتماعية واقتصادية وعمرانية خاصة حول مدينة دمشق، موثقة بشكل موضوعي واضح. وكان مما ساعد على تجاوز ذلك، وجود مركز الوثائق التاريخية في سوق ساروجة في مدينة دمشق، الذي يضم في جوانبه، وثائق مهمة تتحدث عن مدينة دمشق في الفترة العثمانية من كل النواحي، حيث يستطيع الباحث المسلح بكثير من الصبر والأناة والمثابرة، أن يحصل من خلال قراءة الوثائق وتحليلها، على معلومات اقتصادية واجتماعية وسياسية ودينية مهمة عن المدينة، في فترة الحكم العثماني. وأغنى البحثَ بالمعلومات الاقتصادية و الاجتماعية، تحليلُ وثائق تجارة دمشق، ووثائق المحاكم الشرعية، وسجلات الأوامر السلطانية. إن الوثائق رفدت العمل بمعلومات مهمة خدمت البحث بشكل جيد. وأرجو أن يكون إضافة جديدة لم يُسبَقْ إليها من قبل. وقد وجدنا كل تشجيع ومساعدة من مدير مركز الوثائق والموظفين الآخرين. فشكراً جزيلاً لهم. وبالنسبة لوثائق البطريركية الأرثوذكسية، فقد وجدنا عدم تعاون من المشرف على المكتبة البطريركية. ونرجو أن تقوم البطريركية بوضع هذه الوثائق بين أيدي الباحثين، لما لها من أهمية تطرق إليها الدكتور عبد الكريم رافق في الكشاف الذي صنف هذه الوثائق الموجودة في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.

دمشق فترة السلطان عبد الحميد الثاني.pdf

تفاصيل كتاب دمشق فترة السلطان عبد الحميد الثاني.pdf

للمؤلف: الدكتورة ماري دكران سركو
التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 3
مرات الارسال: 36

عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T
عرض جميع الكتب للمؤلف: الدكتورة ماري دكران سركو

أكثر الكتب زيارة وتحميلاً: