حقيقة.!

الكتاب نافذة نتطلع من خلالها إلى العالم.

بينما أرقد محتضرة.pdf

مقدمة المترجم حين قرأت رواية بينما أرقد محتضرة للمرة الأولى منذ ستة عشر عاماً فتنتني حوادثها وشخصياتها والعمق الذي تناول به المؤلف الشخصيات؛ ولكني لم أكن أفكر في ترجمتها آنذاك. وحين أعدت قراءتها منذ عامين وقد وضعت ترجمتها نصب عيني, لم أتصور أبداً خلال قراءتها أن ترجمتها ستكون في مثل هذه الصعوبة وأنها ستضع أمامي كل تلك العراقيل التي لم يسبق لي أن عرفتها خلال ترجمتي لأعمال أدبية أخرى. وليس هذا بالمستغرب طبعاً حين نعرف أن النقاد اعتبروها أصعب روايات فوكنر على الفهم. وحين شرعت بترجمتها فعلاً, وكان ذلك في صيف (1983) كان ذلك أشبه بمن يصعد جبلاً وهو يحمل كيساً ثقيلاً من الحجارة وله ساق عرجاء. كانت ترجمة كل صفحة من صفحاتها أشبه بمخاض يفرض عليّ أن أرتاح أياماً بين الصفحة والأخرى. وبعد أن ظللت أترجم فيها مدة شهور أربعة, تركتها دون أن أنجز منها أكثر من ثلاثين صفحة ثم عدت إليها بعد ستة أشهر فترجمت منها ثلاثين أخرى ثم تركتها سنة كاملة لأنجز ما تبقى منها خلال أربعة شهور من العمل المتواصل. لدى قراءتك لهذه الترجمة سترى أيها القارئ العزيز أني وضعت لها الكثير من الحواشي والإضافات, وإن كنت تركت الكثير الكثير دون تفسير وإلا ضاعت لذة القراءة ومتعة البحث عن المجهول. وإن كنت ستجد أحياناً أن هناك جملة غير مكتملة المعنى أو مفردة وردت في غير محلها أو صورة شعرية - أجل شعرية فهذه الرواية عبارة عن قصيدة طويلة مكثّفة إلى أبعد الحدود - غريبة كأشد ما تكون الغرابة, فلا تظنّن أن في ذلك خطأ مطبعياً أو في النقل, فقد بذلت جهدي لتأتي الترجمة أمينة إلى أقصى حد, وحاولت أن أحافظ على الإيقاع الداخلي لأسلوب فوكنر ما وسعني ذلك, وكذلك طريقته في التنقيط, فلم أغيّر فيها إلا قليلاً وعند الحاجة الماسة وكما تقتضي اللغة العربية. كما ستلاحظ أيها القارئ العزيز أن هناك مفردات وجملاً وفقرات ترد مطبوعة بحرف مختلف عن بقية الكتاب, وكان ذلك أداة أتبعها المؤلف كي يشير إلى القارئ بأن الزمن مختلف هنا عن زمن الأحداث الجارية في فصل ما من الفصول. الفصول ومعظمها قصير - أحدها مثلاً مؤلف من كلمتين فحسب أمي سمكة - وردت في الرواية الأصلية دون ترقيم, ولكني رقمتها رغبة مني في تسهيل الأمر. * * * أحداث الرواية نظراً لصعوبة فهم هذه الرواية وتشابك حوادثها واستعمال المؤلف لطريقة تيار الوعي في شرد حوادثها, ارتأيت أن أقدم للقارئ ملخصاً لأهم أحداثها ثم نبذة عن شخصياتها الرئيسية دون الدخول في كثير من التفاصيل: تبدأ الرواية وآدى بندرن, وهي أم لأربعة أبناء وبنت واحدة (كاش ودارل وجوويل وديووى ديل وفاردامان), راقدة على فراش الموت تلفظ آخر أنفاسها, ويزورها بين الحين والآخر جيرانها: فرنون تل وزوجته كورا وبناتهما. وبما أن رغبتها الأخيرة هي أن تدفن في مقبرة ذويها في مدينة جيفرسون البعيدة عن بيت زوجها ومزرعته (آنس بندرن), فلا بدّ من نقلها بالعربة إلى هناك بعد أن تموت. إلا أنّ دارل وجوويل يذهبان بالعربة الوحيدة التي تملكها العائلة لنقل حمولة إلى قرية مجاورة ليكسبا ثلاثة دولارات فحسب. ثم يسوء الطقس وتنقلب بهما العربة في طريق العودة مما يؤخر هذه العودة وبالتالي تموت أمهما دون أن يودعاها الوداع الأخير ويؤخر بالتالي أكثر من ثلاثة أيام نقل جثمانهما إلى مدينة جيفرسون. وحين ينطلقون جميعاً في رحلتهم أخيراً لنقل الجثمان يكون النهر قد ارتفع منسوبه بسبب الأمطار الشديدة وانهارت الجسور, فيتكبدون الكثير من المشاق ويعانون من صعوبات جمة ولا يتمكنون من دفن الجثمان إلا بعد مرور حوالي عشرة أيام على وفاة الأم. وخلال هذه الرحلة التي تروي الشخصيات حوادثها, كل من وجهة نظرها الخاصة, نتعرّف على الخلفية الاجتماعية لهذه الأسرة ومعاناة المزارعين الفقراء من البيض في الولايات الجنوبية من الولايات المتحدة الأمريكية, كما نتعرف على كل شخصية على حدة وما هي مشاكلها الفردية, آمالها ومطامحها. (المترجم)

بينما أرقد محتضرة.pdf

تفاصيل كتاب بينما أرقد محتضرة.pdf

التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 0
مرات الارسال: 23

عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T

أكثر الكتب زيارة وتحميلاً: