حقيقة.!

بيت بلا كتب جسد بلا روح.

بقعـة ضـوء.pdf

بقعة الضوء لماذا؟ عزيزي القارئ... قد تطرح السؤال على نفسك وأنت تتناول هذا الكتاب بين يديك: هذا الكتاب لماذا؟ ما هي حاجتنا إليه؟ وكيف ننظر إلى عروض مسرحية تومض ثم تختفي كشهاب؟ اسمح لي أيها القارئ أن أعتقد أن أهمية هذا الكتاب تكمن في ريادته، فهو في تقديري أول كتاب في النقد المسرحي التطبيقي يصدر في سورية، ويحاول أن يرصد مرحلة هامة من تلاطم أمواه مسرحنا العربي. المقالات التي يضمها الكتاب تمتد بين عامي (1969– 1974)، وفيها حاولت أن أتلمّسَ درباً مجهولاً مليئاً بالعثرات والأشواك.. أن أمسك نجماً.. أن أجعل النجم بقعة ضوء تنصب على المنصة الجرداء فتبعث في الشخوص الواقفين عليها الحياة.. ثم تجمد هذه الحياة على صفحات الورق. لست أحاول الإدعاء أن الأحكام التي أطلقها مطلقة، وإنما هي تمثل بالنسبة لي موقفاً حاولت دائماً أن أدعمه بالتفسير والتبرير. بالطبع، تظل هناك آراء أخرى ووجهات نظر متعددة أحترمها، دون أن يعني ذلك التخلي عن رأيي الخاص. وأحب أن أشير إلى أن هذا الكتاب يتحدث بشكل رئيسي عن المسرح في سورية، حتى عندما يطرح نماذج الأدب المسرحي من أقطار عربية أخرى. ولعل الحاجة الأساسية لمثل هذه البقعة من الضوء تأتي من كونها تضع في اعتبارها أمرين: أولهما أن كثيراً من الزوايا التي كتبت عن المسرح كانت تعليقات غير مسؤولة يكمن فيها الخطر والضرر في الآن نفسه، سلباً كانت تتحدث أم إيجاباً. بل كنت أرثي للمسرح وللمسرحيين من المديح الضار أكثر مما كنت أرثي لهم من الهجوم المقذع، إذ إن معظم من كتب كان يفتقر لأي اتجاه أو منهج نقدي واضح المعالم. أما الأمر الثاني، فهو أني جهدت لأحافظ على أكبر قدر ممكن من الموضوعية العلمية والإنسانية في التصدي لكل عمل مسرحي على حدة، ومحاولة معالجته من داخله، بحيث يكون البحث تسجيلاً أميناً للنص والعرض في آن واحد. إنَّ البحث عن منهج فني موضوعي كان غائباً عن حساب صحافة المسرح في سورية، بحيث كانت معظم الكتابات تعتمد الموقف الإيديولوجي المسبق، أو التعامل مع النص الأدبي. بهذا، كان النقد يتوه في ضباب السذاجة حيناً، والدعاية حيناً آخر، ويضيع كثيراً من القيم الجمالية والإنسانية لفن المسرح. أما عن آنية العرض المسرحي، وصعوبة الاحتفاظ بأهمية ما يكتب عنه، فهي نقطة أختلف فيها مع كثيرين. المسرح ليس نصاً، ونحن بحاجة إلى النظر إلى الوراء حاجتنا إلى النظر للأمام. من هذا المنطلق، نجد فعلاً أن نقد النقد، وأن تحليل المسرح من وجهات نظر مختلفة، يغنيان المسرح، ولكن هذا لا يأتي للأسف - إلا إذا امتد شعاع ضوئي نافذ إلى عناصر المسرح جميعاً، فالممثل مهم بقدر المخرج، وبقدر مصممي الإضاءة والأزياء والديكور. إذا كانت معظم الكتابات النقدية في السابق تدور حول النص الأدبي عاجزة عن تلمس جوانب العرض المسرحي... وإذا كانت الشكوى والتذمر من غياب النقد الموضوعي قد أصبحا عادة عند رجال المسرح في بلدنا الصغير، فها هي ذي محاولة متواضعة بُنيت لبناتها من جهودهم أقدمها لهم، لعل فيها بعض الفائدة. كما سبق وقلت، إن الحكم النقدي ليس قيمة مطلقة، فالفن يثرى بتعدد الآراء، بل وبتصادمها أحياناً. كل ما أتمناه أن أصنع منه منهجاً في النقد المسرحي في بلدنا، أو أسساً أولية لمنهج متكامل في المستقبل، وأن أكون قد تحدثت دائماً بصدق وبحريّة، فهما أساس الموضوعية، كما أفهمها. من هنا، أحب أن أعترف بأن كل بارقة أمل أو إشعاعة نور وسط ركام الظلام كانت تلقى مني التصفيق والتشجيع، كما كانت كل مظاهر الغرور الفني والإدعاء الكاذب تستوجب مني التعرية والقسوة. إن النقد المسرحي ليس علماً، ولكنه فنٌّ يماثل فنون الأدب أو الرسم أو التمثيل، ومع ذلك.. فهو مثل باقي الفنون يطمح ويسعى للعلمانية. كان الطموح يراودني منذ تصديت لمهمة الناقد المسرحي أن أجعل من مقالاتي المتفرقة في المسرح وجهة نظر تحليلية لمرحلة هامة من مراحل المسرح العربي المعاصر، وأن أجعل من الأشعة الصغيرة المتناثرة شمساً ساطعة النور تضيء مختلف جوانبه، بما فيها الجمال والقبح في آن واحد. أخيراً، أتمنى أن تصبح (بقعة الضوء) بحراً من ضياء، وأن تتزايد أهمية وفعالية النقد المسرحي كي يكون جديراً بالوجود جداره المسرح، وخليقاً بالتطور المواكب لتطوره. عزيزي القارئ... عذراً إن أطلت، وأتركك الآن برفقة صفحات الكتاب، آملاً أن تجد فيها ما يفيد ويمتع أكثر من كلماتي هذه. وشـكراً لك... رياض عصمت

بقعـة ضـوء.pdf

تفاصيل كتاب بقعـة ضـوء.pdf

التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 0
مرات الارسال: 27

عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T

أكثر الكتب زيارة وتحميلاً: