حقيقة.!

قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت.

أعمـدة مـن ورق.pdf

مقدمة أولى ما انتهيتُ من منزلٍ قط...إلا وتمنيتُ إعادةَ بنائه. قالها بناء ماهر بهدوء وهو يتأمل ما أبدعت يداه، ويسمع عبارات الشكر والمديح. هو الشعور الذي ينتابني وأنا أختتم هذه الصفحات التي تختصر جهداً أمضيت فيه شطراً غالياً من العمر محاولاً أن أجسّد على الورق، ما خططت له، لنشر ما يجب قوله، أو توهمت ضرورة أن يقال. في إطار الاعتراضات الودية والممازحات، وربما غير الودية أحياناً، التي تلقيتها وأنا أنشر في صحيفة الثورة، مقالات يتضمنها هذا الكتاب، ما ورد من صديق قال: -تكتب تاريخ جريدتك وكأنها الـ ...- ذكر اسم صحيفتين غربيتين مشهورتين، وغيره أكثر من تعليق تلقيت، لكن وبصدق ما شجعني كان أكثر بكثير مما أحبطني.. ولم أكن لأتراجع مهما كثرت التعليقات وبلغت احتمالات الإحباط. صديقي أخطأ تقدير ما أنا مقدم عليه ولم أصوّب له خطأه، بل قابلته بالصمت. فأنا لم أزمع كتابة تاريخ صحيفة -الثورة- ولا توثيق ما نشرته، إنما هي مرة أخرى محاولة لتسجيل ما بتقديري، يجب ألا ينسى. وعشمي أن كثيرين ممن سيقرؤون هذا الكتاب سيفهمون جيداً مبررات إقدامي على هذه المحاولة، التي لا تبلغ حدود المغامرة. هذه صفحات تروي جانباً من مواقف ونشاطات وجهود جمعها يوماً حلمها أنها ستغير عوالم صغيرة وكبيرة.. وغيرت.. لكن الجزء لا الكل، وتغيرت هي حتى أصبحت ترى فيما قدمته عبئاً وليس إنجازات. أليست معصية أن نقرأ الماضي بموجودات الحاضر، فنتجاوز كثيراً على جهود وحقائق، لم يكن لها يوماً أن تكون إلا كما كانت. إنها حالة حياة جمعية اجتماعية، فيها السياسة والاقتصاد والثقافة، حاولت أن أقدمها تقديماً يختصر مجمل الأحداث في مؤداها العام، ودليلي إليها كان الذاكرة وأوراق -الثورة- خلال عشر سنين لها طبيعتها الخاصة -1960-1970-.. فهي تختصر كل ذاك المخاض الذي أوصل إلى مخاض آخر..؟ ولا ندري حتى اليوم موعد الولادة؟! ليس هذا الكتاب توثيقاً لصحيفة، أو سرداً للتاريخ.. ولا هو ذاكرة شخصية أو سيرة ذاتية.. ولا رواية أدبية..! إذن ما هو؟ هو السؤال ذاته الذي طرحه علي صديقي -سامي أحمد- صاحب دار التكوين، وناشر كتابي -رسائل الحب الستيني-.. قال: ماذا تريد أن يكتب على كتابك.. رواية.. سيرة ذاتية.. ماذا؟ قلت: هذا كتاب يروي.. أعجبه الابتكار، ومادمت صاحب الاختراع، أسمي هذا أيضاً كتاباً يروي. أشعرني والورق، نعيش الشيخوخة ونقاومها بمشاعر الشباب. وفي تلك المجلدات من ورق أسمر، ما يغري بحفلة سمر مع الورق. أسعد عبود

أعمـدة مـن ورق.pdf

تفاصيل كتاب أعمـدة مـن ورق.pdf

التصنيف: المكتبة العامة -> الثقافة العامة
نوع الملف: pdf
أضيف بواسطة: Y4$$3R N3T
بتاريخ: 20-10-2018
عدد مرات التحميل: 0
مرات الارسال: 23

عرض جميع الكتب التي أضيفت بواسطة: Y4$$3R N3T

أكثر الكتب زيارة وتحميلاً: